وعند أبي يَعْلى عن عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غَزَاة، فقلنا: يا رسول الله، إنّ العدو قد حضر، وهم شباع والناس جياع، فقالت الأنصار: ألا ننحر نواضحَنَا فنطعمها الناس؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم «من كان عنده فَضْل طعام فليجىء به» . فجعل الرجل يجيء بالمدّ والصاع وأكثر وأقلّ، فكان جميع ما في الجيش بضعة وعشرين صاعاً. فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه ودعا بالبركة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «خُذوا ولا تنتهبوا» . فجعل الرجل يأخذ في جرابه وفي غِرارته، وأخذوا أوعيته حتى إِنَّ الرجل ليربِط كمّ قميصه فيملؤه، ففرغوا والطعام كم هو. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم «أشهد أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله، لا يأتي به عبد محقٌ إلا وقاه الله حرَّ النار» . قال الهيثمي: وفيه: عاصم بن عبيد الله العمري وثَّقه العِجْلي، وضعَّفه جماعة: وبقية رجاله ثقات. انتهى.
[قصة المرأة التي كانت تطعم بعض الصحابة يوم الجمعة]
وأخرج البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: كانت منا إمرأة تجعل في مزرعة لها سِلْقا. فكانت إذا كان يوم الجمعة تنزع أصول السِلق فتجعله في قِدْر، ثم تجعل قبضة من شعير تطحنه، فتكون أصول السلق عَرْقَة. قال سهل: كنا ننصرف أُليها من صلاة الجمعة فنسلِّم عليها، فتقرِّب