أخرج ابن إسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أُدخل الرجال فصلَّوا عليه بغير إمام أرسالاً، حتى فرغوا، ثم أُدخل النساء فصلَّين عليه، ثم أُدخل الصبيان فصلَّوا عليه، ثم أُدخل العبيد فصلَّوا عليه أرسالاً، لم يؤمَّهم على رسول الله أحد.
حديث سهل بن سعد في ذلك
وأخرج الواقدي عن سهل بن سعد قال: لما أُدرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكفانه وضع على سريره، ثم وضع على شفير حفرته، ثم كان الناس يدخلون عليه رفقاء رفقاء لا يؤمهم عليه أحد. قال الواقدي: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم قال: وجدت كتاباً بخط أبي فيه: أنه لمّا كُفِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع على سريره دخل أبو بكرو عمر رضي الله عنهما ومعهما نفر من المهاجرين والأنصار بقدر ما يسع البيت، فقالا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وسلَّم المهاجرون والأنصار كما سلم أبو بكر وعمر. ثم صفُّوا صفوفاً لا يؤمهم أحد. فقال أبو بكر وعمر - وهما في الصف الأول حِيال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: اللهم إنا نشهد أنه قد بلّغ ما أنزل إليه، ونصح لأمته وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله دينه، وتمت كلمته وأومنَ به وحده لا شريك له، افجعلنا إلهنا ممن يتبع القول الذي أُنزل معه، وأجمع بيننا وبينه حتى تعرِّفه بنا وتعرِّفنا