للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمل كنت عليه نفوراً منكراً، فوالله ما أنسى قول أمي: يا عُرَيِّسة فركب بي رأسه، فسمعت قائلاً يقول: ألقي خطامه، فألقيته، فقام يستدير كأنما إِنسان قائم تحته. ثم قال: رواه الطبراني وإسناده حسن. انتهى. وأخرجه الحاكم في المستدرك بطوله.

هجرة بنت إبنته صلى الله عليه وسلم وقوله فيها بسبب ما أصابها من الأذى في الطريق

وأخرج ابن إسحاق عن زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّها قالت: بينا أنا أتجهّز لقيتني هند بنت عتبة فقالت: يا ابنة محمد، ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك. قالت: فقلت: ما أردت ذلك. فقال: أيّ إبنةَ عم لا تفعلي، إن كان لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك أو بمال تتبلغين به إلى أبيك فإن عندي حاجتك، فلا تضْطَبني مني، فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال. قالت: والله ما أُراها قالت ذلك إلا لتفعل. قالت: ولكني خِفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك. قال ابن إسحاق: فتجهَّزتْ، فلما فرغت من جهازها قدّم إليها أخو زوجها كنانة بن الربيع بعيراً فركبته، وأخذ قوسه وكنانته، ثم خرج بها نهاراً يقود به وهي في هودج لها، وتحدّث بذلك رجال من قريش، فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طُوىً، وكان أول من سبق إليها هَبَّر بن الأسود الفِهْري، فروَّعها هبّار بالرمح وهي في الهودج، وكانت حاملاً - فيما يزعمون - فطَرَحت، وبرك حَموها كِنانة ونثر كنانته ثم قال: والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهماً، فَتَكرْكر الناس عنه، وأتى أبو سفيان في جهلَّة من

<<  <  ج: ص:  >  >>