إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما: أني قد كنت كتبت إليك أن تدعو الناس إلى الإِسلام ثلاثة أيام، فمن استجاب لك قبل القتال فهو رجل من المسلمين، له ما للمسلمين وله سهم في الإسلام، ومن استجاب لك بعد القتال أو بعد الهزيمة فمالُه فيء للمسلمين لأنَّهم كانوا قد أحرزوه قبل إسلامه. فهذا أمري وكتابي إليك؛ كذا في الكنز.
[دعوة سلمان الفارسي يوم القصر الأبيض ثلاثة أيام]
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي البَختري: أنَّ جيشاً من جيوش المسلمين كان أميرهم سلمان الفارسي رضي الله عنه، فحاصروا قصراً من قصور فارس، فقالوا: يا أبا عبد الله، ألا نَنْهد إليهم؟ قال: دعوني أدعوهم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم، فقال لهم: أنا رجل منكم فارسي أَتَرَون العرب تطيعني، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا وعليكم مثل الذي علينا، وإن أبيتم إلا دينَكم تركناكم عليه وأعطيتمونا الجزية عن يَدٍ وأنتم صاغرون - قال ورطَنَ إليهم بالفارسية وأنتم غير محمودين - وإن أبيتم نابذناكم على سواء. فقالوا: ما نحن بالذي نؤمن، وما نحن بالذي نعطي الجزية، ولكنا نقاتلكم. قالوا: يا أبا عبد الله، ألا ننهد إليهم؟ قال: لا، فدعاهم ثلاثة أيام إلى مثل هذا. ثم قال: انهدوا إليهم فنهدوا إليهم. قال ففتحوا ذلك الحصن. وأخرجه أيضاً أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك كما في نَصْب الراية بمعناه وفيه: فلما كان في اليوم الرابع أمر الناس فغدَوا إليها ففتحوها.