ونحن معه، فرأى قبة مشرفة فقال: ما هذه؟ قال له أصحابه: هذه لفلان - رجل من الأنصار - قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلِّم عليه فيا لناس فأعرض عنه، فعل ذلك مراراً حتى عرف الرجل الغضب فيه والإِعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: والله إني لأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: خرج فرأى قبتك. قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض؛ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يرها قال:«ما فعلت القبّة؟» قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه فأخبرناه فهدمها، فقال:«أما إنَّ كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا» - يعني ما لا بد منه - وأخرجه ابن ماجه مختصراً وفي روايته: فمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد فلم يرها، فسأل عنها فأخبر أنه وضعها لما بلغه، فقال:«يرحمه الله، يرحمه الله» .
إحراق الريطة المضرجة لكراهيته عليه السلام لها
وأخرج الدولابي في الكُنى عن عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عقبة أذاخر وعليَّ ريْطة مُضَرَّجة. فالتفت إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«ما هذا الثوب؟» فعرفت كراهيته، فأتيت رَحْلي وهم يسجُرون التنور فألقيتها فيه، ثم أتيته فقال:«ما فعلت الرَيْطة؟» فقلت: ألقيتها في التنور. قال:«أفلا أعطيتها بعض أهلك؟» .
قصة قطع خُرَيم جُمّتَهُ ورفعه أزاره
وأخرج أحمد والبخاري في التاريخ وابن عساكر عن سهل بن