للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهمَّ علمي به أنّ سريرته خير من علانيته، وأنه ليس فينا مثله. فقال أبو بكر: يرحمك الله، والله لو تركتُه ما عدوتك؛ وشاور معهما سعيد بن زيد أبا الأعور، وأسَيْد بن الحُضَير وغيرهما من المهاجرين والأنصار. فقال أُسَيد: اللهمّ أعلمه الخَيْرة بعدك يرضى للرضى، ويسخط للسخط. الذي يُسرُّ خيرٌ من الذي يُعلِن، ولم يَلِ هذا الأمر أحد أقوى عليه منه.

ما وقع بين أبي بكر وبين عبد الرحمن وعثمان في إستخلاف عمر

وسمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بدخول عبد الرحمن، وعثمان على أبي بكر - رضي الله عنهم - وخَلْوتهما به، فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم: ما أنت قائل لربك إذا سألك عن إستخلافك عمر علينا وقد ترى غِلظته؟ فقال أبو بكر: أجلسوني، أبالله تُخوِّقوني، خاب من تزوَّد من أمركم بظلم أقول: اللهم إستخلفت عليهم خير أهلك.e أبلغ عني ما قلت لك مَنْ وراءك، ثم اضطجع ودعا عثمان بن عفان، فقال أكتب:

[كتاب أبي بكر رضي الله عنه في إستخلاف عمر ووصيته له وللناس]

بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده من الدنيا خارجاً منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها، حيث يؤمن الكافر، ويوقن الفاجر، ويصدُق الكاذب: إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب، فاسمعوا له وأطيعوا وإِني لم آلُ الله ورسولَ ودينَه ونفسي وإِياكم خيراً، فإن عدل فذلك ظنِّي به، وعلمي فيه؛ وإن بدّل فلكل امرىء ما اكتسب (من الإِثم) . الخيرَ أردتُ، ولا أعلم الغيب {ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ} (الشعراء: ٢٢٧) والسلام عليكم ورحمة الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>