وأخرج أبو نُعيم، وابن عساكر عن حبيب بن أبي ثابت رضي الله عنه: أن الحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل، وعيَّاش بن أبي ربيعة - رضي الله عنهم - جُرحوا يوم اليرموك حتى أُثبتوا. فدعا الحارث بن هشام بماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة، فقال: إدفعه إلى عكرمة، فلما أخذه عكرمة نظر إليه عيَّاش، قال: إدفعه إلى عيَّاش. فما وصل إلى عيَّاش حتى مات، وما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا. كذا في كنز العمال. وأخرجه الحاكم في المستدرك بنحوه. وأخرجه الزبير عن عمه عن جده عبد الله بن مصعب رضي الله عنه. فذكره بمعناه إلا أنه جعل مكان عيَّاش: سهيل بن عمرو. وأخرجه ابن سعد عن حبيب عن حبيب نحو رواية أبي نُعيم. كذا في الإستيعاب.
تحمُّل أبي عمرو الأنصاري العطش في سبيل الله
وأخرج الطبراني عن محمد بن حنفيَّة رضي الله عنه قال: رأيت أبا عمرو الأنصاري - وكان بَدْرِياً، عَقَبِياً، أُحُدِياً، وهو صائم - يتلوَّى من العطش وهو يقول لغلامه: ويحك، ترّسني، فترَّسه الغلام حتى نزع بسهم نزعاً ضعيفاً حتى رمى بثلاثة أسهم، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رمى بسهم في سبيل الله قَصرُ - أو بلغ - كان له نوراً يوم القيامة» . فقُتل قبل غروب