يصلح بيننا ويجمع أمرنا، فإنا اليوم متباعدون متباغضون، فإن تَقْدَمْ علينا اليوم ولم نصطلح لم يكن لنا جماعة عليك، ونحن نواعدك الموسم من العام القابل. فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قالوا. فرجعو اإلى قومهم فدعَوهم سِرّاً، وأخبروهم برسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثه الله به، ودعا عليه بالقرآن، حتى قلّ دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة - فذكر الحديث كما تقدم (ص ١٨٧) في «دعوة مصعب بن عمير رضي الله عنه» . قال الهيثمي: فيه ابن لَهِيعة وفيه ضعف، وهو حسن الحديث؛ وبقية رجاله ثقات. انتهى.
أبيات لصِرْمة بن قيس في الباب
وأخرج الحاكم: عن يحيى بن سعيد قال: سمعت عجوزاً من الأنصار تقول: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما يختلف إلى صِرْمة بن قيس يتعلم منه هذه الأبيات:
ثَوَى في قريشٍ بِضْع عَشْرة حَجة
يذكِّر لو ألفى صديقاً مواتيا
ويعرض في أهل المواسم نفسه
فلم يرَ من يُؤوي ولم يرَ داعيا
فلما أتانا واستقرّت به النَوَى
وأصبح مسروراً بطَيْبة راضيا
وأصبح ما يخشى ظُلامَة ظالمٍ
بعيدٍ، وما يخشى من الناس باغيا
بذلنا له الأموال من جُلِّ مالنا
وأنفسنا عند الوغى والتآسيا
نعادي الذي عادَى من الناس كلِّهم
بحق وإن كان الحبيبَ المواتيا
ونعلم أنَّ الله لا شيءَ غيره
وأن كتاب الله أصبح هادي
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم قصة عبد الرحمن بن عوف مع سعد بن الربيع