رجل من أصحابه: ما سمعت منك مثل هذه الكلمة منذ صحبتك فقال: ما أُفلتت مني كلمة منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مزمومة مخطومة، وايْمُ الله لا تنفلت غير هذه. وعنده أيضاً عن سليمان بن موسى أن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه قال يوماً: هاتوا السفرة نعبث بها. قال: فأخذوها عليه، قال: انظروا إلى أبي يَعْلى ما جاء منه فقال: أي نُنيَّ أخي، إنِّي ما تكلمتُ بكلمة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مزمومة مخطومة قبل هذه، فتعالَوا حتى أحدثكم ودعوا هذه وخذوا هذه وخذوا خيراً منها: اللهمَّ إنَّا نسألك التثبُّت في الأمر، ونسألك عزيمة الرشد، ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، ونسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً، ونسألك خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم. فخُذوا هذه ودعُوا هذه. كذا رواه سليمان بن موسى موقوفاً، ورواه حسان بن عطية عن شدَّاد بن أوس مرفوعاً، ثم أسند أبو نُعيم روايته نحو ما تقدّم وفيه: فلا تحفظوها عليَّ، واحفظوا عني ما أقول لكم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات: اللهمَّ إني أسألك الثبت في الأمر، والعزيمة على الرشد» - فذكر مثله وزاد:«وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علاّم الغيوب» . وأخرجه أبو نعيم أيضاً من طريق أبي الأشعث الصنعاني وغيره مرفوعاً نحوه، وأخرجه أحمد من طريق حسان بن عطية عن شدّاد نحوه، كما في التفسير لابن كثير.
[قول ابن مسعود في خطر اللسان]
وأخرج أبو نُعيم في الحيلة عن عيسى بن عقبة قال: قال عبد الله بن