بَعْثه عليه السلام الصحابة للإستنفار في سبيل الله إلى القبائل وإلى مكة
وذكر ابن عساكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إِلى القبائل وإلى مكة يستنفرهم إلى عدوّهم، فبعث بُرَيدة بن الحُصَيب رضي الله عنه إلى أسْلَمَ وأمره أن يَبْلغ الفُرْع، وبعث أبا رُهْم الغِفاري رضي الله عنه إلى قومه وأمره أن يطلبهم ببلادهم، وخرج أبو واقد الليثي رضي الله عنه في قومه، وخرج أبو جعد الضَّمري رضي الله عنه في قومه بالساحل، وبعث رافع بن مَكِيث وجند بنَ مكِيث رضي الله عنهما إلى جُهَينة، وبعث نُعَيم بن مسعود رضي الله عنه إلى أشْجَعَ، وبعث في بني كعب بن عمرو عِدَّةً، وهم: بُدَيل بن ورقاء، وعمرو بن سالم، وبِشر بن سفيان رضي الله عنهم، وبعث في سُلَيم عهدْةً، منهم العباس بن مرداس رضي الله عنه.
[إنفاق الصحابة رضي الله عنهم المال في غزوة تبوك]
وحضَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على الجهاد ورغَّبهم فيه، وأمرهم بالصدقة. فحملوا صدقات كثيرة، وكان أولَ من حمل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فجاء بماله كله؛ أربعة آلاف درهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «هل أبقيت لأهلك شيئاً؟» فقال: الله ورسوله أعلم. ثم جاء عمر رضي الله عنه بنصف ماله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أبقيت لأهلك شيئاً؟ قال: نعم، نصف ما جئت به. وبلغ عمر ما جاء به أبو بكر الصديق، فقال: ما استبقنا