فركب خالد وجَرَجَة معه والروم خلال المسلمين، فتنادَى الناس وثابوا، وتراجعت الروم إلى مواقفهم، وزحف خالد بالمسلمين حتى تصافحوا بالسيوف، فضرب فيهم خالد وجَرَجَة من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب، وصلَّى المسلمون صلاة الظهر وصلاة العصر إيماءً، وأصيب جَرَجَة - رحمه الله - ولم يصلِّ لله إلا تلك الركعتين مع خالد رضي الله عنهما.
وقال الحافظ في الإِصابة: ذكره ابن يونس الأزدي في فتوح الشام، ومن طريق أبي نُعَيم في الدلائل وقال: جرجير، وقال سَيْف بن عمر في الفتوح: جَرَجَة، وذكر أنه أسلم على يدي خالد بن الوليد واستشهد باليرموك؛ وذكر قصته أبو حذيفة إسحاق بن بشر في الفتوح أيضاً لكن لم يسمِّه. انتهى.
وذكر في البداية عن خالد رضي الله عنه أنَّه قام في الناس خطيباً، فرغَّبهم في بلاد الأعاجم، وزهدهم في بلاد العرب، وقال: ألا تَرون ما ها هنا من الأطعمات، وبالله لو لم يلزمْنا الجهاد في سبيل الله والدعاء إِلى الإِسلام ولم يكن إلا المعاش - لكان رأيٌ أن نقاتل على هذا الريف حتى نكون أولى به، ونُولي الجوع والإِقلال من تولاه ممن أثَّاقل عما أنتم عليه - انتهى. وأسنده ابن جرير في تاريخه من طريق سَيْف عن محمد بن أبي عثمان بنحوه.
دعوة الصحابة إلى الله ورسوله في القتال في عهد عمر رضي الله عنه ووصيته الأمراء بذلك كتاب عمر إلى سعد لدعوة الناس إلى الإِسلام ثلاثة أيام
أخرج أبو عُبَيْد عن يزيدَ بن أبي حبيب قال: كتب عمر بن الخطاب