أن إخوته شكَوه إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنه يبذِّر ماله، وينبسط فيه. قلت: يا رسول الله، آخذ نصيبي من التمر، فأنفقه في سبيل الله وعلى من صحبني. فضرب رسول الله صدره وقال:«أنفق ينفقِ الله عليك» ثلاث مرات. فلما كان بعد ذلك خرجت في سبيل الله ومعي راحلة، وأنا أكثر أهل بيتي اليوم وأيسره. كذا في الترغيب. وأخرجه أيضاً ابن مَنْده. وهو عند البخاري من هذا الوجه باختصار، كما في الإِصابة.
ثواب الإِنفاق في الجهاد
وأخرج الطبراني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قالت: «طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله تعالى، فإنَّ له بكل كلمة سبعين ألف حسنة، كل حسنة منها عشرة أضعاف مع الذي له عند الله من المزيد» . قيل: يا رسول الله النفقة؟ قال:«النفقة على قدر ذلك» . قال بعد الرحمن: فقلت لمعاذ رضي الله عنه: إنّما النفقة بسبع مائة ضعف. فقال معاذ: قلّ فهمك إنما ذاك إذا أنفقوها وهم مقيمون بين أهليهم غير غُزاة. فإذا غزوا وأنفقوا خبَّأ الله لهم من خزائن رحمته ما ينقطع عنه علم العباد ووصفهم، فأولئك حزب الله، وحزب الله هم الغالبون. قال الهيثمي وفيه رجل لم يسمَّ. انتهى.
وقد أخرجه القزويني بمجهول وإرسال، كما في جمع الفوائد عن