للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ز.

البكاء على موت الأكابر

[بكاء صهيب وقول حفصة لما طعن عمر]

أخرج ابن سعد عن ابن سيرين قال: أُتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشراب حين طُعن فخرج من جراحته، فقال صهيب رضي الله عنه: واعُمَراه واأَخاه من لنا بعدك فقال له عمر: مَهْ يا أخي أما شعرت أنه من يُعوَّل عليه يُعذَّب. وعن أبي بردة عن أبيه قال: لما طُعن عمر يقبل صهيب يبكي رافعاً صوته، فقال عمر: أعليَّ؟ قال: نعم، قال عمر: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يُبْكَ عليه يُعذَّب» . وعن المقدام بن معدِ يكرب رضي الله عنه قال: لما أصيب عمر دخلت عليه حَفْصة رضي الله عنها فقالت: يا صاحب رسول الله، ويا صهر رسول الله، ويا أمير المؤمنين. فقال عمر لابن عمر: يا عبد الله أجلسني فلا صبر لي على ما أسمع، فأسند إلى صدره فقال لها: إني أحرِّج عليك بما لي عليك من الحق أن تَندُبيني بعد مجلسك هذا فأما عينك فلن أملِكَها، إنه ليس من ميت يندب بما ليس فيه إلا الملائكة نَمَقَتْهُ.

[بكاء سعيد بن زيد وابن مسعود على موت عمر]

وأخرج ابن عسد عن عبد الملك بن زيد عن أبيه قال: بكى سعيد بن زيد رضي الله عنه فقال له قائل: يا أبا الأعور ما يبكيك؟ فقال: على الإسلام أبكي، إن موت عمر رضي الله عنه ثَلَمَ الإِسلام، ثُلمة لا تُرتق إلى يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>