وأخرجه البيهقي من طريق يونس بن بُكَير عن ابن إسحاق وفيه: فقال خالد: أدعوكم إلى الإِسلام، وإلى أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وحده وأن محمداً عبده ورسوله، وتُقيموا الصلاة، وتُؤتوا الزكاة، وتقرُّوا بأحكام المسلمين، على أنَّ لكم مثلَ ما لهم وعليكم مثل ما عليهم. فقال هانىء: وإن لم أشأ ذلك فَمَه؟ قال: فإن أبيتم ذلك أديتم الجزية عن يدٍ. قال: فإن أبينا ذلك؟ قال: فإن أبيتم ذلك وطئتكم بقوم الموت أحب إليهم من الحياة إليكم. فقال هانىء: أجِّلنا ليلتنا هذه فننظر في أمرنا، قال: قد فعلت. فلما أصبح القوم غدا هانىء فقال: إنه قد أجمع أمرنا على أن نؤدِّي الجزية، فهلمَّ فلأصالحك - فذكر القصة. وقال في البداية أيضاً: لمَّا تقارب الناس يوم اليرموك تقدّم أبو عبيدة ويزيد بن أبي سفيان ومعهما ضرار بن الأزور، والحارث بن هشام وأبو جندل بن سهيل ونادوا: إنَّما نريد أميركم لنجتمع به، فأُذن لهم للدخول على تذارق، وإِذا هو جالس في خيمة من حرير، فقال الصحابة: لا نستحلُّ دخولها. فأمر لهم بفرش بسط من حرير، فقالوا: ولا نجلس على هذه، فجلس معهم حيث أحبُّوا، وتراضوا على الصلح، ورجع عنهم الصحابة بعدما دعوهم إلى الله عزّ وجلّ فلم يتمَّ ذلك.
دعوة خالد للأمير الرومي جَرجَة يوم اليرموك وقصة إسلامه
وذكر في البداية عن الواقدي وغيره قالوا: خرج جَرَجَة - أحد الأمراء