وعند ابن سعد وابن عساكر عن أبي مِجْلَز قال: جاء رجل (من مراد) إلى علي وهو يصلي في المسجد فقال: احترس فإنَّ ناساً من مخراد يريدون قتلك، فقال: إنَّ مع كل رجل مَلَكين يحفظانه مما لم يقدَّر، فإذا جاء القدر خلَّيا بينه وبينه، وإن الأجل جُنَّة حصينة. كذا في الكنز، وعند أبي نُعيم في الحلية عن يحيى بن أبي كَثِير وغيره قال: قيل لعلي: ألا نحرسك؟ فقال: حرس أمرأً أجلُه.
وأخرج أبو نُعيم في الدلائل (ص٢١١) عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: عرض لعلي رضي الله عنه رجلان في حكومة، فجلس في أصل جدار، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، الجدار يقع، فقال علي: امضِ كفى بالله حارساً، فقضى بينهما وقام، ثم سقط الجدار.
توكل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وأخرج ابن عساكر عن أبي ظَبْية قال: مرض عبد الله رضي الله عنه مرضه الذي توفي فيه، فعاده عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: فما تشتهي قال: رحمة ربي، قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه، قال: يكون لبناتك من بعدك، قال: أتخشى على بناتي الفقر؟ إني أمرت بناتي يقرأن كل ليلة سورة الواقعة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً» . كذا فيا لتفسير لابن كثير. وقد تقدَّم