ذلك قال: فلا حاجة لي فيه، ثم دعا بقصعة ثريداً خبزاً خشناً ولحماً غليظاً وهو يأكل معي أكلاً شهياً، فجعلت أهوي إلى البَضْعة البيضاء أحسبها سنماً فإذا هي عصبة، والبَضْعَة من اللحم أمضغها فلا أُسيغها، فإذا غفل عني جعلتها بين الخِوان والقصعة، ثم دعا بعُس من نبيذ قد كاد أن يكون خلا فقال: إشرب، فأخذته وما أكاد أسيغه، ثم أخذ فشرب؛ ثم قال: إسمع يا عتبة: إنا ننحر كل يوم جزوراً، فأما وَدَكها وأطايبها فلمن حضرنا من آفاق المسلمين، وأما عنقها فلآل عمر، يأكل هذا اللحم الغليظ، ويشرب هذا النبيذ الشديد، يقطع في بطوننا أن يؤذينا. كذا في منتخب الكنز.
خوفه حين جيء بماء مخلوط بالعسل
وأخرج ابن سعد عن الحسن أن عمر رضي الله عنه دخل على رجل فاستسقاه وهو عطشان فأتاه بعسل، فقال: ما هذا؟ قال: عسل، قال: والله لا يكون فيما أحاسب به يوم القيامة. وأخرجه ابن عساكر عن الحسن مثله، كما في المنتخب. وذكر رَزِين عن زيد بن أسلم قال: إستسقى عمر فجيء بماء قد شهيب بعسل، فقال: إنه لطِّيب، لكني أسمع الله عزّ وجلّ نَعَى على قوم شهواتهم فقال:{أَذْهَبْتُمْ طَيّبَاتِكُمْ فِى حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} فأخاف أن تكون حسنانتنا عُجِّلت لنا، فلم يشربه. كذا في الترغيب.