وأخرج أبو نُعيم في الحلية عن عائشة رضي الله عنها قالت: لبست مرة دِرْعاً لي جديداً، فجعلت أنظر إليه وأُعجبت به، فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما تنظرين؟ إن الله ليس بناظر إليك قلت: وممَّ ذاك؟ قال: أما علمت أنَّ العبد إذا دخله العُجْب بزينة الدنيا مَقَته ربه عزّ وجلّ حتى يفارق تلك الزينة؟ قالت: فنزعته فتصدَّقت به. فقال أبو بكر: عسى ذلك أن يكفِّر عنك.
قصة أبي بكر مع ابن له حضرته الوفاة
وأخرج أبو نُعيم في الحلية عن حبيب بن ضَمْرة قال: حضرت الوفاةُ إبناً لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، فجعل الفتى يلحظ إِلى وسادة. فلما توفي قالوا لأبي بكر: رأينا إبنك يلحظ إِلى الوسادة. قال: فرفعوه عن الوسادة فوجدوا تحتها خمسة دنانير - أو ستة -، فضرب أبو بكر بيده على الأخرى يرجِّع يقول: إنا لله وإِنا إليه راجعون ما أحسب جلدك يتسع لها.
قول عمار لابن مسعود حين دعاه لينظر داراً بناها
وأخرج أبو نُعَيم في الحلية عن عبد الله بن أبي لهذيل قال: لما بنى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه داره قال لعمار رضي الله عنه: هلمَّ أنظر إلى ما بنيت، فانطلق عمَّر فنظر إليه فقال: بنيتَ شديداً، وأمَّلْتَ بعيداً - أو تَأمُل بعيداً - وتموت قريباً.