إلى السوق) ، فقلت: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس (السوق) - قال: وأقول، اجلس بنا ههنا نتحدّث -، فقال لي عبد الله: يا أبا بطن - وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدو من أجل السلام، فسلِّم على من لقيت. وأخرجه مالك عن الطفيل بن أبي بن كعب بنحوه. وفي رواية: إنما نغدو من أجل السلام، نسلّم على من لقينا، كما في جمع الفوائد. وأخرجه البخاري في الأدب (ص١٤٨) عن الطفيل بن أبي بنحوه.
عمل أبي أمامة في ذلك
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه كان يسلِّم على كل من لقيه، قال: فما علمت أحداً سبقه بالسلام إلا يهودياً مرة اختبأ له خلف أسطوانة فخرج فسلَّم عليه، فقال له أبو أمامة: ويحك يا يهودي ما حملك على ما صنعت؟ قال له: رأيتك رجلاً تكثر السلام فعلمت أنه فضل فأردت أن آخذ به، فقال له أبو أمامة: ويحك إن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله جعل السلام تحية لأمتنا وأماناً لأهل ذمتنا» . قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدِّمياطي، ضعَّفه النسائي وقال غيره: مُقارب الحديث. انتهى.
وعند أبي نُعيم في الحلية عن محمد بن زياد قال: كنت آخذ بيد أبي أمامة وهو منصرف إلى بيته، فلا يمر على أحد مسلم ولا نصراني ولا صغير