للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقرئك السلام، قال: متى قدمت؟ قال: منذ كذا وكذا، قال فقال: أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة لم تؤدها. وأخرجه ابن سعد وأحمد، كما في صفة الصفوة عن أبي قلابة بنحوه.

وأخرج أبو نُعَيم في الحلية عن عمرو بن أبي قرَّة الكندي قال: عرض أبي على سلمان رضي الله عنه أخته أن يزوِّجه فأبى، فتزوج مولاة يقال لها بقيرة، فبلغ أبا قرَّة أنه كان بين حذيفة رضي الله عنه وبين سلمان رضي الله عنه شيء، فأتاه فطلبه فأُخبر أنه في مبقلة له، فتوجه معه زَنْبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزنبيل وهو على عاتقه، فانطلقنا حتى أتينا دار سلمان فدخل الدار فقال: السلام عليكم، ثم أذن لأبي قرَّة، فإذا نمط موضوع، وعند رأسه لَبِنات، وإذا قرطاط، فقال: اجلس على فراش مولاتك التي تمهد لنفسها.

وأخرج أبو نُعَيم في الحلية عن ميمون بن مِهْران عن رجل من بني عبد القيس قال: رأيت سلمان رضي الله عنه في سرية وهو أميرها على حمار وعليه سراويل، وخدمتاه تَذَبذبان، والجند يقولون: قد جاء الأمير، فقال سلمان: إنما الخير والشر بعد اليوم، وعند ابن سعد عن رجل من عبد القيس قال: كنت مع سلمان الفارسي وهو أمير على سرية، فمر بفتيان من (فتيان) الجند فضحكوا وقالوا: هذا أميركم، فقلت: يا أبا عبد الله ألا ترى هؤلاء ما يقولون؟ قال: دَعْهم؛ فإنما الخير والشر فيما بعد اليوم، إن استطعت أن تأكل من التراب فكل منه ولا تكونن أميراً على اثنين، واتَّقِ دعوة المظلوم والمضطر فإنها لا تُحجب. وعنده أيضاً عن ثابت أن سلمان كان أميراً على المدائن وكان يخرج إلى الناس في أندَرْورد وعباءة، فإذا رأواه قالوا: كُرْك آمذ، كُرْك آمذ فيقول سلمان: ما يقولون؟ قالوا: يشبهونك بلعبة لهم، فيقول سلمان: لا عليهم فإنَّما الخير فيما بعد اليوم. وعن هُرَيم قال: رأيت سلمان الفارسي

<<  <  ج: ص:  >  >>