والطبراني كما في الكنز عن حصن بن عوف الخثعمي رضي الله عنه بمعناه وفي حديثه قال:«يا أم حارثة إنَّها ليست بجنة واحدة ولكنها جنان كثيرة وهو في الفردوس الأعلى» ، قالت: فسأصبر. وأخرجه ابن النجار عن أنس مطوَّلاً، كما في الكنز، وفي حديثه: فقالت: يا رسول الله إنّ يكن في الجنة لم أبكِ ولم أحزن، وإن يكن في النار بكيت ما عشت في الدنيا، فقال:«يا أم حارث - أو حارثة - إنها ليست بجنة ولكنها جنة في جنات، والحارث في الفردوس الأعلى» ، فرجعت وهي تضحك وتقول: بخٍ بخٍ يا حارث.
صبر أُم خلاد على ابنها
وأخرج ابن سعد عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه قال: قتل يوم قريظة رجل من الأنصار يدعى خلاَّداً رضي الله عنه قال؛ فأتيت أُمه فقيل لها: يا أُم خلاَّد قُتل خلاَّد، قال: فجاءت متنقِّبة فقيل لها: قُتل خلاَّد وأنت متنقِّبة قالت: إن كنت رُزئت خلاَّداً قلا أُرزأ حيائي، فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال:«أما إنَّ له أجر شهيدين» ، قال: قيل: ولم ذاك يا رسول الله؟ فقال:«لأن أهل الكتاب قتلوه» وأخرجه أبو نعيم عن عبد الخير بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده، كما في الكنز؛ وأخرجه أيضاً أبو يَعْلى من طريق عبد الخير ابن قيس بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جدِّه نحوه، كما في الإِصابة، وقال: قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. اهـ.