ما من نفس تخرج أحب إليَّ من نفس أبي بَكْرة، ففزع القوم فقالوا: لم يا أبانا؟ قال: إني أخشى أن أدرك زماناً لا أستطيع أن آمر بالمعروف ولا أنهي عن منكر، ولا خير يومئذ. ورجاله ثقات، كما قال الهيثمي.
(إعراض أنس وابن عمر عن نهي الحجّاج عن المنكر خشية الأذى)
وأخرج الطبراني عن علي بن زيد قال: كنت في القصر مع الحجّاج وهو يعرض الناس من أجل الأشعث، فجاء أنس بن مالك رضي الله عنه حتى دنا، فقال له الحجاج: هيه يا خِبْثة، يا جوالُ في الفتن. مرة مع علي بن أبي طالب، (ومرة مع ابن الزبير) ، ومرة مع ابن الأشعث، أما والذي نفسي بيده لأستأصلنَّك كما تُستأصل الصمغة، ولأجردنَّك كما يجرد الضب. فقال: من يعني الأمير - أصلحه الله؟ - قال الحجاج: إياك أعني - أصمَّ الله سمعك -، فاسترجع فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم خرج من عنده فقال: لولا أنِّي ذكرت ولدي فخشيته عليهم لكلمته في مقامي بكلام لا يستحييني بعده أبداً. قال الهيثمي: وعلي ابن زيد ضعيف وقد وثَّق. اهـ.
وأخرج البزار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت الحجاج يخطب، فذكر كلاماً أنكرته، فأردت أن أغيِّر فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا ينبغي للمؤمن أن يذلَّ نفسه» ، قال قلت: يا رسول الله كيف يذلّ نفسه؟ قال:«يتعرّض من البلاء لما لا يُطيق» . قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير باختصار، وإسناد الطبراني في الكبير جيّد ورجاله رجال