للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث عائشة في قراءته عليه السلام في قيام الليل

وأخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها أنها ذُكر لها أن ناساً يقرؤون القرآن في الليلة مرة أو مرتين، فقالت: أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان يقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء، فلا يمرُّ بآية فيها تخويف إلاَّ دعا الله واستعاذ، ولا يمرّ بآية فيها استبشار إلاَّ دعا الله ورَغِب إليه. قال الهيثمي: رواه أحمد - وجاء عنده في رواية: يقرأ أحدهما القرآن مرتين أو ثلاثاً - وأبو يعلى، وفيه ابن لَهيعة وفيه كلام. انتهى.

أمر عليه السلام في مرضه بأن يصلِّي أبو بكر بالناس

وأخرج البخاري عن الأسود قال: كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والمواظبة لها، قالت: لمَّا مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذَّن بلال، فقال: «مروا أبا بكر فيلصلِّ بالناس» فقيل له: أنَّ أبا بكر رجل أسيف، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلِّي بالناس، وأعاد فأعادوا له، فأعاد الثالثة فقال: «إنكنَّ صواحب يوسف مُرُوا أبا بكر فليصلِّ بالناس» فخرج أبو بكر فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في نسه خِفَّة، فخرج يُهادَى بين رجلين كأنيأنظر إلى رجليه تخطَّان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخَّر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أنْ مكانك، ثم أُتي به حتى جلس إلى جنبه. وعنده أيضاً من وجه آخر عنها قالت: لقد عاودت رسول الله في ذلك، وما حلمني على معاودته إلاَّ أنِّي خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر، وإلاَّ أنِّي علمت أنه لن يقوم مقامه أحد إلاَّ تشاءم الناس به، فأحببت أن يعدل ذلك رسول الله عن أبي بكر إلى غيره، وعند مسلم عنها قالت: قلب يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه فلو أمرت غير أبي بكر، قالت: والله ما بي إلاَّ كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فراجعته مرتين أو ثلاثاً، فقال: «ليصلِّ بالناس أبو بكر، فإنكم صواحب يوسف» . كذا في البداية.

وأخرج أحمد عن عبيد الله بن عبد الله قال: دخلت على عائشة فقلت:

<<  <  ج: ص:  >  >>