استخلاف أمير مكة ابن أبزى على الصلاة بالناس وثناء عمر على فعله
وأخرج أبو يعلى في مسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة فاستقبنا أمير مكة نافع بن علقمة رضي الله عنه، فقال: من استخلفت على أهل مكة؟ قال: عبد الرحمن بن أبزعى، قال: عَمدت إلى رجل من الموالي فاستخلفه على من بها من قريش وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، وجدته أقرأهم لكتاب الله، ومكة أرض محتضرَة، فأحببت أن يسمعوا كتاب الله من رجل حسن القراءة، قال: نِعَم ما رأيت، إن عبد الرحمن بن أبزى ممَّن يرفعه الله بالقرآن. كذا في منتخب الكنز.
تأخير المسور إماماً لا يفصح بكلامه ورضي عمر بذلك
وأخرج عبد الرزاق والبيقي عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: اجتمعت جماعة في بعض ما حول مكة وفي الحج، فحانت الصلاة، فتقدَّم رجل من آل أبي السائب المخزومي رضي الله عنه أعجمي اللسان، فأخِّره المِسْوَر بن مَخْرمة رضي الله عنه وقدَّم غيره، فبلغ عمر بن الخطاب فلم يعرِّفه بشيء حتى جاء المدينة، فلما جاء المدينة عرّفه بذلك فقال المِسْوَر: انظرْني يا أمير المؤمنين، إن الرجل كان أعجمي اللسان وكان في الحج، فخشيت أن يسمع بعض الحجاج قراءته فيأخذ بعجمته، فقال: أوَ هنالك ذهبت؟ قال: نعم، قال: أصبت، كذا في الكنز.