بهم» . قال: فرجعت فلم أزل بأرض دَوْس أدعوهم إلى الإِسلام حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقضى بدراً وأُحداً والخندق. ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم معي من قومي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتاً من دَوْس. وذكره في البداية عن ابن إسحاق مع زيادة يسيرة.
قال في الإِصابة: ذكرها ابن إسحاق في سائر النسخ بلا إسناد؛ وروى في نسخة من المغازي من طريق صالح بن كَيْسانُ عن الطفيل بن عمرو في قصة إسلامه خبراً طويلاً. وأخرجه ابن سعد أيضاً مطوَّلاً من وجه آخر، وكذلك الأموي عن ابن الكلبي بإسناد آخر. انتهى مختصراً. وقد ساق ابن عبد البرِّ في الإستيعاب طريق الأموي عن ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن الطُفيل بن عمرو، فذكر قصّة إسلامه ودعوته لأبيه وزوجته وقومه وقدومه مكة بمعنى ما تقدّم، وزاد بعده: بعثه لتحريق صنم «ذي الكفَّين» ثم خروجه إلى اليمامة وما وقع له من الرؤيا في ذلك وقتله يوم اليمامة شهيداً. قال: في الإِصابة وذكر أبن الفرج الأصبهاني من طريق ابن الكلبي أيضاً أنَّ الطفيل لما قدم مكة ذكر له ناس من قريش أمر النبي صلى الله عليه وسلم وسأله أن يختبر حاله، فأتاه فأنشده من شعره، فتلا النبي صلى الله عليه وسلم الإِخلاص والمعوّذتين، فأسلم في الحال، وعاد إلى قومه، وذكر قصة سَوْطه ونُورِه. قال: فدعا أبويه إلى الإِسلام فأسلم أبوه، ولم تسلم أمه، ودعا قومه فأجابه أبو هريرة رضي الله عنه وحده. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل لك في حِصْن حصين وَمَنَعة؟ يعني أرض دَوْس. قال: ولما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لهم قال له الطفيل: ما كنت أحبُّ هذا، فقال:«إنَّ فيهم مثلك كثيراً» . قال وكان جندب بن عمرو بن حممة بن عوف الدَّوْسي