قال الصُّدائي: فدخل قوله في نفسي. ثم أتاه آخر فقال يا رسول الله، أعطني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سأل الناس عن ظهر غِنًى فصُداع في الرأس وداء في البطن» . فقال السائل: أعطني من الصدقة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنَّ الله لم يرضَ في الصدقات بحكم نبي ولا غيره حتى حكم هو فيها، فجزَّأها ثمانية أجزاء، فإِن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك» . قال الصُّدائي فدخل ذلك في نفسي أنِّي غني وأني سألته من الصدقة - فذكر الحديث، وفيه: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أتيته بالكتابين فقلت: يا رسول الله أعفني من هذين، فقال:«ما بدا لك» ، فقلت: سمعتك يا رسول الله تقول: لا خير في الإِمارة لرجل مؤمن» وأنا أؤمن بالله وبرسوله: وسمعتك تقول للسائل: «من سأل الناس عن ظهر غنًى فهو صُداع في الرأس وداء في البطن» ؛ وسألتك وأنا غني فقال:«هو ذاك، فإن شئت فاقبل وإن شئت فدَعْ» . فقلت: أدَعُ. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم «فدُلَّني على رجل أؤمره عليكم» ، فدللته على رجل من الوفد الذين قدموا عليه فأمَّره عليه. كذا في البداية، وأخرجه أيضاً بطوله البغوي وابن عساكر؛ وقال: هذا حديث حسن؛ كما في الكنز.
وأخرجه أحمد أيضاً بطوله، كما في الإِصابة، وأخرجه الطبراني أيضاً بطوله. قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنْعم وهو ضعيف،