ما نحن براجعين. فكانوا يضحكون من نبلنا ويقولون:«دُوك دُوك» ويشبهونها بالمغازل. فلمَّا أبينا عليهم أن نرجع قالوا: إبعثوا إلينا رجلاً من عقلائكم يبين لنا ما جاء بكم؟ فقال المغيرة بن شعبة: أن، فعبر إليهم فقعد مع رُستم على السرير، فنخروا وصاحوا. فقال: إِنَّ هذا لم يزدني رفعة ولم ينقص صاحبكم. فقال رستم: صدقتَ، ما جاء بكم؟ فقال: إنا كنا قوماً في شر وضلالة فبعث الله إلينا نبياً فهدانا الله به ورزقنا على يديه، فكان فيما رزقنا حبّةٌ تنبت في هذا البلد، فلما يكلناها وأطعمناها أهلينا قالوا: لا صبر لنا عنها، أنزلونا هذه الأرض حتى نأكل من هذه الحبّة. فقال رستم: إذاً نقتلكم. قال: إن قتلتمونا دخلنا الجنة وإن قتلناكم دخلتم النار وأدَّيتم الجزية. قال: فلما قال وأدّيتم الجزية نخروا وصاحوا، وقالوا: لا صلح بيننا وبينكم. فقال المغيرة؛ تعبرون إلينا أو نعبر إليكم؟ فاستأخر المسلمون حتى عبروا فحملوا عليهم فهزموهم؛ كذا في البداية. وأخرجه الحاكم من طريق حصين بن عبد الرحمن عن أبي وائل قال: شهدت القادسية فانطلق المغيرة بن شعبة رضي الله عنه - فذكره مختصراً.
وأخرج الحاكم أيضاً عن معاوية بن قُرَّة رضي الله عنه قال: لما كان يوم القادسية بُعث بالمغيرة بن شعبة رضي الله عنه إلى صاحب فارس. فقال: إبعثوا معي عشرة. فبعثوا فشدَّ عليه ثيابه ثم أخذ حَجَفة ثم انطلق حتى أتَوه، فقال: ألقوا لي ترساً فجلس عليه، فقال العِلْج: إنكم - معاشر العرب - قد