الله صلى الله عليه وسلم من قوله أقبل على قومه فقال: يا قوم، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهد إِنّه لصادق، وإنَّه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته، فاعلموا أنَّه إن تخرجوه رمتكم العرب عن قَوْس واحدة، فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الأموال والأولاد فادعوه إلى أرضكم، فإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً. وإن خفتم خذلاناً فمن الآن. فقالوا عند ذلك: قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطيانا، وقد أعطينا من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله؛ فخلِّ بيننا - يا أبا الهيثم - وبين رسول الله فلْنبايعه. فقال أبو الهيثم: أنا أول من بايع، ثم تتابعوا كلهم. فذكر الحديث. قال الهيثمي وفيه: ابن لِهَيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف. انتهى.
قول العباس بن عبادة عند البَيْعة
وعند ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة رضي الله عنه: أن القوم لما اجتمعوا لبَيْعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العباس بن عبادة بن نَضْلة - أخو بني سالم بن عوف -: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا أُنهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلاً أسلمتموه، فمن الآن؟ فهو - والله إنْ فعلتم - خزْيُ الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون بما دعوتموه إليه على نَهْكُةِ الأموال، وقَتْل الأشراف فخذوه، فهو - والله - خير الدنيا والآخرة؟ قالوا: فإنَّا نأخذه على مصيبة الأموال، وقتل الأشراف، فما لنا بذلك - يا رسول الله - إن نحن وَفَينا؟ قال:«الجنة» . قالوا: إبسط يدك؛ فبسط يده فبايعوه - كذا في البداية.
وأخرج ابن إسحاق أيضاً عن معبد بن كعب عن أخيه عبد الله: ثم