فقال لي: يا عقيل، إلتمس لي ابن عمك. فأخرجته من كِبس من أكباس أبي طالب، فأقبل يمشي معي يطلب الفيء يمشي فيه فلا يقدر عليه حتى انتهى إِلى أبي طالب. فقال له أبو طالب: يا ابن أخي، والله ما علمت أن كنت لي لمطاعاً، وقد جاء قومك يزعمون أنك تأتيهم في كعبتهم وفي ناديهم تسمعهم ما يؤذيهم فإن رأيت أن تكفَّ عنهم؟ فحلَّق ببصره إلى السماءِ فقال:«والله، ما أنا بأقدرَ أن أدعَ ما بُعثت به من أن يُشعِلَ أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار» . فقال أبو طالب: والله ما كذب ابن أخي قط إرجعوا راشدين. قال الهيثمي: رواه الطبراني، وأبو يَعْلَى باختصار يسير من أوله، ورجال أبي يَعْلَى رجال الصحيح. إنتهى. وأخرجه البخاري في التاريخ بنحوه كما في البداية.
وعند البيهقي أن أبا طالب قال له صلى الله عليه وسلم يا ابن أخي، إنّ قومك قد جاؤوني وقالوا كذا كذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحمِّلني من الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك. فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قد بَدَا لعمه فيه، وأنه خاذله ومُسْلمة، وضعف عن القيام معه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا عم، لو وُضعت الشمس في يميني، والقمر في يساري؛ ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه» ؛ ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى. فلما ولَّى قال له - حين رأى ما بلغ الأمر برسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: يا ابن أخي، فأقبل عليه، فقال: إمضِ على أمرك وافعل ما أحببت، فواا لا أسلمك لشيء أبداً. كذا في البداية.