ودعا رسول الله لعمر بن الخطاب رضي الله عنه - أو لأبي جهل بن هشام - فأصبح عمر، وكانت الدعوة يوم الأربعاء فأسلم مر يوم الخميس، فكبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل البيت تكبيرة سمعت بأعلى مكة؛ وخرج أبو الأرقم - وهو أعمى كافر -، وهو يقول: اللَّهمَّ: إغفر لبنيَّ عبيد الأرقم فإنه كفر، فقام عمر فقال: يا رسول الله، علامَ نخفي ديننا ونحن على الحق؟ ويظهر دينهم وهم على الباطل؟ قال:«يا عمر، إنّا قليل قد رأيت ما لقينا» فقال عمر: فوالذي بعثك بالحق، لا يبقى مجلس جلس فيه بالكفر إِلا أظهرت فيه الإِيمان، ثم خرج فطاف بالبيت، مرّ بقريش وهي تنتظره، فقال أبو جهل بن هشام: يزعم فلان أنك صبوت؟ فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله. فوثب المشركون إليه ووثب على عتبة فبرك عليه وجعل يضربه وأدخل أصبعه في عينيه، فجعل عتبة يصيح، فتنحَّى الناس فقام عمر، فجعل لا يدنو منه أحد إلا أخذ بشريف ممن دنا منه حتى أعجز الناس. واتبع المجالس التي كان يُجالس فيها فيظهر الإِيمان، ثم انصرف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ظاهر عليهم. قال: ما عليك بأبي وأمي، والله ما بقي مجلس كنت أجلس فيه بالكفر إلا أظهرت فيه الإِيمان غير هائب ولا خائف؛ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج عمر أمامه وحمزة بن عبد المطلب حتى طاف بالبيت وصلَّى الظهر مؤمناً، ثم انصرف إلى دار الأرقم ومعه عمر، ثم انصرف عمر وحده، ثم نصرف النبي صلى الله عليه وسلم
والصحيح: أن عمر إنما أسلم بعد خروج المهاجرين إِلى أرض الحبشة، وذلك في السنة السادسة من البعثة. كذا في البداية. وذكره الحافظ في الإِصابة عن ابن أبي عاصم.