للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلتفت عن يمينه فقال: «يا معشر الأنصار» قالوا: لبيك يا رسول الله، إبشر نحن معك، ثم التفت عن يساره فقال: «يا معشر الأنصار» فقالوا: لبيك يا رسول الله، أبشر نحن معك - وهو على بغلة بيضاء - فنزل، فقال: «أنا عبد الله ورسوله» ، فانهزم المشركون، وصاب يومئذٍ مغانم كثيرة، فقسم بين المهاجرين والطلقاء ولم يعطِ الأنصار شيئاً. فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن نُدعى، ويُعطي الغنيمة غيرنا. فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال: «يا معشر الأنصار، ما حديث بلغني؟ فسكتوا. فقال: يا معشر الأنصار، ألا ترضونَ أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبون برسول الله تحوزونه إلى بيوتكم» . قالوا؛ بلى. فقال: «لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شِعباً لسلكت شِعْب الأنصار» . قال هشام: قلت: يا أبا حمزة وأنت شاهد ذلك. قال: وأين أغيب عنه. كذا في البداية. وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة، وابن عساكر بنحوه كما في الكنز.

وعند ابن إسحاق من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم النائم يوم حُنين، وقسم للمتألِّفين من قريش وسائل العرب ما قسم، ولم يكن في الأنصار منها شيء قليل ولا كثير - وجَدَ هذا الحيُّ من الأنصار في أنفسهم حتى قال قائلهم: لقي - والله - رسول الله صلى الله عليه وسلم قومَه. فمشى سعد بن عبادة رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وَجَدوا عليك في أنفسهم. فقال: «فيم؟» قال: فيما كان من قَسْمك هذه الغنائم في قومك وفي سائر العرب، لم يكن فيهم

<<  <  ج: ص:  >  >>