الخروج معه. فأعطاهما ناضحاً له، فارتحلاه وزوّدهما شيئاً من تمر، فخرجا مع رضي الله عنه. زاد يونس بن بكير عن ابن إسحاق: وأما عُلْبة بن زيد رضي الله عنه فخرج من الليل فصلَّى من ليلته ما شاء الله ثم بكى وقال: اللهمّ إنك أمرتَ بالجهاد ورغَّبتَ فيه، ثم لم تجعل عندي ما أتقوّى به، ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه، وإني أتصدّق على كل مسلم بكل مظلِمة أصابني (بها) في مال أو جسد أو عرض، ثم أصبح مع الناس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أين المتصدّق هذه الليلة؟» فلم يقم أحد، ثم قال:«أين المتصدّق، فلْيقم؟» فقام إليه فأخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أبشر، فوالذي نفسي بيده لقد كُتبت في الزكاة المتقبّلة» .. كذا في البداية. قال في الإِصابة: ذكر ابن إسحاق الحديث بغير إسناد، وقد ورد مسنداً موصولاً من حديث مجمع بن جارية، ومن حديث عمرو بن عوف وأبي عبس بن جَبْر، من حديث عُلْبة بن زيد وقتيبة. فقد روى ذلك ابن مردويه عن مجمع بن حارثة.
قصة علبة بن زيد رضي الله عنه
وروى ابن منده عن أبي عَبْس بن جَبْر قال: كان عُلبة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه رجلاً من أصحاب رضي الله عنه. فلما حضّ على الصدقة جاء كل رجل منهم بطاقته وما عنده. فقال عُلبة بن زيد: اللهمَّ إنَّه ليس عندي ما أتصدّق بن. اللهمَّ إنِّي أتصدّق بعِرضي على من ناله من خلقك. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً، فنادى:«أين المتصدِّق بعرضه البارحة؟» . فقام علبة فقال:«قد قُبلت صدقتك» .