بعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما نفر من أهل اليمن، فقالوا له: ما تقول في رجل أسلم فحسن إسلامه، وهاجر فحسنت هجرته، وجاهد فحسن جهاده، ثم رجع إلى أبويه باليمن فبرّهما ورحمهما؟ قال: ما تقولون أنتم؟ قالوا نقول: قد ارتدّ على عقبيه.d قال: بل هو في الجنة؛ ولكن سأخبركم بالمرتد على عقبيه: رجل أسلم فحسن إسلامه، وهاجر فحسنت هجرته، وجاهد فحسن جهاده، ثم عَمَدَ إلى أرض نَبَطيّ فأخذها منه بجزيتها ورزقها، ثم أقبل عليها يعمّرها وترك جهاده، فذلك المرتد على عقبيه.
السرعة في السير في النفر في سبيل الله لاستئصال الفتنة قصة غزوة المُرَيْسيع
أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا في غزاة - قال سفيان مرة: في جيش - فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار؛ فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين: فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بال دعوى جاهلية؟» قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال:«دعوها فإنَّه منتنة» . فسمع بذلك عبد الله بن أبيّ فقال: فَعَلوها؟؛ - والله - لئن رجعنا إلى المدينة ليخرِجنّ الأعزّ منها الأذلّ. فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقام عمر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله دَعْني أضربْ عنق هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «دَعْه، لا يتحدّث الناس أنَّ محمداً يقتل أصحابه» . كانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد. وأخرجه أيضاً مسلم، والإِمام أحمد، والبيهقي عن