وشُجَّ في وجهه، وقد دخل في وجنته حَلقتان من حِلق المِغفر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عليكما صاحبكما» - يريد طلحة رضي الله عنه - وقد نزف، فذكر الحديث وفيه: ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار، فإذا به بضع وسبعون بين طعنة ورمية وضربة، وإذا قد قطعت أصبعه؛ فأصلحنا من شأنه.
وأخرج أبو نُعيم عن إبراهيم بن سعد قال: بلغني أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه جرح يوم أُحد إحدى وعشرين جراحة، وجرح في رجله فكان يعرج منها. كذا في المنتخب.
جراحة أنس بن النضر
وأخرج البخاري - واللفظ له - ومسلم والنِّسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غبتُ عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليَرَيَنَّ الله ما أصنع فلما كان يوم أُحد وانكشف المسلمون فقال: اللهمَّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه -؛ وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين -، ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة وربِّ النضر إِني أجد ريحها (من) دون أحد. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم؛ ووجدناه قد قُتل، وقد مثّل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه. فقال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {يانِسَآء النَّبِىّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ النّسَآء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً}(الأحزاب: ٣٢) -