للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي أرضعني - وكان أحد بني مرة بن عوف - قال: فلما قتل جعفر رضي الله عنه أخذ عبد الله بن رواحة رضي الله عنه الراية، ثم تقدَّم بها وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردّد ويقول:

أقسمت يا نفسُ لتنزِلنَّهْ

لتنزِلِنَّ أو لتُكْرِهِنَّهْ

إن أجلبَ الناس وشدُّوا الرَّنَّة

ما لي أراك تكرهين الجنَّة؟

قد طال ما قد كنتِ مطمئنة

هل أنت إلا نُطفة في شَنَّة

وقال أيضاً:

يا نفسُ إن لا تُقتلي تموتي

هذا حِمامُ الموت قد صُلِيتِ

وما تمنيتِ فقد أعطيتِ

إن تفعلي فعلهما هُدِيتِ

يريد صاحبيه زيداً وجعفراً رضي الله عنهما، ثم نزل. فلما نزل أتاه ابن عمّ له بعَرْق من لحم، فقال: شُدّ بهذا صلبك، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت.k فأخذه من يده فانتهس منه نَهْسة، ثم سمع الحَطْمة في ناحية الناس. فقال: وأنت في الدنيا؟ ثم ألقاه من يده، ثم أخذ سيفه، ثم تقدم فقاتل حتى قتل. كذا في البداية. وأخرجه أيضاً أبو نعيم في الحلية؛ والطبراني: ورجاله ثقات. كما قال الهيثمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>