للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن رضي الله عنه - بنحوه.

وعند البخاري أيضاً قال عبد الرحمن رضي الله عنه: إني لفي الصف يوم بدر، إِذا التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السنّ، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سِرّاً من صاحبه: يا عمّ، أرني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي ما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله، أو أموت دونه. فقال لي الآخر: سرّاً من صاحبه مثله. قال: فما سرني أنني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه، فشدّا عليه مثلَ الصَّقْرين حتى ضرباه. وهما إبنا عفراء.

وعند ابن إسحاق عن ابن عباس وعبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهم قالا: قال معاذ بن عمرو بن الجموح أخو بني سَلِمة: سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحَرَجَة، وهم يقولون: أبو الحكم لا يُخْلَصُ إليه، فلما سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه، فلمَّا أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة أطنّت قدمه بنصف ساقه، فوالله ما شبَّهتها حين طاحت إلا بالنَّوة تطيح من تحت مِرْضخة النوى حين يُضرب بها. قال: وضربني إبنه عِكرمة على عاتقي، فطرح يدي فتعلَّقَت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، فلقد قاتلت عمّة يومي، وإني لأسحبها خلفي. آذتني وضعت عليها قدمي، ثم تمطّيت بها عليها حتى طرحتها. كذا في البداية.

<<  <  ج: ص:  >  >>