فجعل لا يلقى أحداً إِلا قتله. وكان من المشركين رجل لا يدع (لنا) جريحاً إلا ذفَّف عليه؛ فجعل كل (واحد) منهما يدنو من صاحبه، فدعوت الله أن يجمع بينهما، فالتقيا فاختلفا ضربتين فضرب المشركُ أبا دُجانة فاتَّقاه بدَرَقَته؛ فعضّت بسيفه، وضربه أبو دجانة فقتله. ثم رأيته قد حمل السيف على مَفْرِق رأس هند بنت عتبة، ثم عدل السيف عنها (قال الزبير) ؛ فقلت: الله ورسوله أعلم.
وعند موسى بن عقبة، كما في البداية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرضه طلبه منه عمر رضي الله عنه، فأعرض عنه. ثم طلبه منه الزبير رضي الله عنه، فأعرض عنه؛ فوجَدا في أنفسهما من ذلك. ثم عرضه الثالثة، فطلبة أبو دجانة رضي الله عنه، فدفعه إليه؛ فأعطى السيف حقَّه.. قال: فزعموا أن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: كنت فيمن خرج من المسلمين، فلما رأيتُ مُثَلَ المشركين بقتلى المسلمين قمت فتجاوَرْتُ، فإذا رجل من المشركين جمع اللأمة يجوز المسلمين وهو يقول: إسْتَوْسِقوا كما استوسقت جزر الغنم. قال: وإذا رجل من المسلمين ينتظره وعليه لأمته، فمضيت حتى كنت من ورائه. ثم قمت أُقدِّر المسلم والكافر ببصري؛ فإذا الكافر أفضلهما عدّة وهيأة. قال: فلم أزل أنتظرهما حتى التقيا، فضرب المسلم الكافر على حبل