خروج النساء في الجهاد في سبيل الله خروج عائشة في غزوة بني المصطلق
أخرج ابن إسحاق عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أراد سفراً أقرَع بين نسائه، فأيتهنّ خرج سهمها خرج بها معه. فلما كان غزوة بني المُصطَلِق أقرع بين نسائه، كما (كان) يصنع، فخرج سهمي عليهنَّ معه؛ فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: وكان النساء إِذ ذاك (إِنَّما) يأكلن العُلَق لم يُهَبِجْهنَّ اللحم فيَثْقُلْن؛ وكنت إذ رُحل (لي) بعيري جلست في هودجي؛ ثم يأتي القوم الذين كانوا يُرَحِّلون لي فيحملونني ويأخذون بأسفل الهودج، فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدُّون بحباله، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به.
قالت: فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك وجَّه قافلاً، حتى إذا كان قريباً من المدينة نزل منزلاً فبات به بعض الليل، ثم أذَّن مؤذن في الناس بالرحيل، فارتحل الناس، وخرجت لبعض حاجتي وفي عنقي عِقْدٌ لي فيه جَزْع ظفار. فلما فرغت انسلَّ من عنقي ولا أدري. فلما رجعت إلى الرَّحْل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده - وقد أخذ الناس في الرحيل -، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته، وجاء القوم خِلافي الذين كانوا يُرَحِّلون