- فقلت لمالك: ما يعني وأنا جذيلها المحكك (وعذيقها المرجب) ، قال: كأنه يقول: أنا داهيتها.
قال فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات حتى خشينا الإختلاف. فقلت: إبسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة، فقال قائل منهم قتلتم سعداً، فقلت: قتل الله سعداً، قال عمر: أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمراً هو أرفق من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بَيْعة أن يُحدثوا بعدنا بَيْعة، فإما (أن) نبايعهم على ما لا نرضى، وإما أن نخالفهم فيكون فساد، فمن بايَع أميراً من غير مشورة المسلمين فلا بَيْعة له، ولا بَيْعة للذي بايعه تَغِرَّة أن يقتلا.
وذكر الزهري عن عروة رضي الله عنه أن الرجلين اللذين لقياهما: عُويم بن ساعدة، ومعن بن عدي. وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن الذي قال: أنا جُذَيلها المحكك (وعذيقها المرجب) هو الحباب بن المنذر. رواه مالك ومن طريقه أخرج هذا الحديث