إليَّ: وهؤلاء؟ فقلت: لا، فسكت فقمت مكاني. فلما نظر إليَّ أومأت إليه فقال: وهؤلاء؟ فقلت: لا، مرتين فعل ذلك أو ثلاثاً، فقلت: نعم وهؤلاء؛ وإنما كان شيئاً يسيراً صنعته له، فجاء وجاؤوا معه؛ فأكلوا. قال: وفضَلَ منه.
إطعام عبد الله بن عمر رضي الله عنه حديث محمد بن قيس في ذلك
أخرج أبو نعيم عن محمد بن قيس قال: كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لا يأكل إلا مع المساكين حتى أضرَّ ذلك بجسمه، فصنعت له إمرأته شيئاً من التمر؛ فكان إذا أكل سقته. وعن أبي بكر بن حفص أن عبد الله بن عمر كان لا يأكل طعاماً إلا على خِوانه يتيم.
قصته رضي الله عنه مع يتيم
وعن الحسن أن ابن عمر كان إذا تغدّى أو تعشَّى دعا من حوله من اليتامى، فتغدَّى ذات يوم فأرسل إلى يتيم فلم يجده؛ وكانت له سَوِيقة مُحلاة يشربها بعد غدائه، فجاء اليتيم وقد فرغوا من الغداء وبيده السويقة ليشربها، فناولها إياه وقال: خذها فما أُراك غُبنت.
حديث ميمون بن مهران في ذلك
وأخرج أيضاً عن ميمون بن مهران أن إمرأة ابن عمر عوتبت فيه فقيل لها: أما تلطفين بهذا الشيخ؟ فقالت: فما أصنع به؟ لا نصنع له طعاماً إلا دعا عليه من يأكله، فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأطعمتهم وقالت لهم: لا تجلسوا بطريقه، ثم جاء إلى بيته فقال: أرسلوا إلى فلان وإلى فلان، وكانت إمرأته أرسلت إليهم بطعام وقالت: