قسم أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه المال وتسويته في القسم صنيع أبي بكر رضي الله عنه في هذا الأمر وبيت المال في عهده
أخرج ابن سعد عن سهل بن أبي حَثْمة غيره أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان له بيت مال بالسُّنح معروف ليس يحرسه أحد، فقيل له: يا خليفة رسول الله ألا تجعل على بيت المال من يحرسه؟ فقال: لا يُخاف عليه، فقلت: لم؟ قال: عليه قفل، وكان يعطي ما فيه (حتى) لا يبقي فيه شيء. فلما تحوَّل أبو بكر إلى المدينة حوَّله فجعل بيت ماله في الدار التي كان فيها، وكان قدم عليه مال من معادن القَبَليَّة ومن معادن جهينة كثير، وانفتح معدن بني سُلَيم في خلافة أبي بكر فقُدم عليه منه بصدقته، فكان يوضع ذلك في بيت المال، فكان أبو بكر يقسمه على الناس نُقَراً نُقَراً، فيصيب كل مائة إنسان كذا وكذا، وكان يسوِّي بين الناس في القَسْم: الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير الكبير فيه (سواء) ، وكان يشتري الإِبل والخيل والسلاح فيحمل في سبيل الله، واشترى عاماً قطائف أتيَ بها من البادية ففرقها في أرامل أهل المدينة في الشتاء.