للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتحريف المعنوي وهو أكثر من أن يحصر والأول أنذر (١).

ويطعنون في الثقات الأثبات، والصحاح الأقحاح (٢).

ويدافعون عن الملاحدة الجهميين فضلاً عن الكذابين الوضاعين (٣).

ويتشبثون بالموضوعات والمناكير، والواهيات والأساطير (٤).

وينكرون الحق بعد ظهوره حتى باعترافهم (٥)، ويتلاعبون بالقواعد لمذهبهم (٦).

فلهذين الوجهين نقول: إن هؤلاء الكوثرية وبعض الفنجفيرية وبعض الديوبندية أهل فسق وكذب وخيانة * ساقطون عن العدالة والأمانة.

٧٢ - وصلت إلى أن الماتريدية ليسوا سواء من حيث الغلو وعدمه في العقيدة الماتريدية بل هم متفاوتون في العقيدة الكلامية الماتريدية فهم عندي على درجات ثلاث:

• الأولى: الغلاة، المتعمقون، المتكلمون الأقحاح، المؤلفون في علم الكلام، أعداء العقيدة السلفية وحامليها، المعطلون لكثير من صفات الله تعالى من علوه سبحانه وكلامه واستوائه ونزوله وغيرها، القائلون بخلق القرآن؛ الناصبين العداء لأهل السنة فهؤلاء قلة، وهم المقصودون بالرد الصريح البالغ في هذه الرسالة أولاً وبالذات.

• والثانية: المقتصدون منهم، المتأثرون بهؤلاء الغلاة الواقعون في بعض بدعهم، ولم يصلوا إلى غلوهم، ونصب العداء للعقيدة السلفية وحامليها، وهم كثير من العلماء الحنفية، المقلدين للماتريدية الذين أحسنوا الظن بهم وظنوا أن عقيدتهم عقيدة سنية- فهؤلاء معنيون بالرد الخفيف ضمناً، وثانياً تحذيراً لهم من هؤلاء الغلاة، وتنبيهاً لهم على خطئهم نصحاً مع الاحترام.

• الثالثة: المنتسبون إلى الحنفية والماتريدية بالاسم فقط، ولم تخطر ببالهم تلك البدع الكلامية من نفي علو الله تعالى والقول بخلق القرآن، والكلام النفسي وغيرها من الكفريات الجهميات-

ككثير من أهل العلم، وطلابه من الحنفية الذين لا صلة لهم بعلم الكلام، أو العامة من الحنفية كالعوام والفلاحين وأصحاب الحرف والنساء.

فهم في الحقيقة ليسوا من الماتريدية في شيء بل هم على الفطرة كما تقدم (٧) (غير أن من وقع في الشركيات القبورية يجب إرشادهم بلين).

لكن انتسابهم إلى الماتريدية بدعة لما في ذلك من توفير أهل البدع (٨) وتكثير سوادهم، وليسوا مقصودين بالرد في هذه الرسالة.

٧٣ - وصلت إلى أن غالب الفرق المبتدعة القديمة:

كالروافض، والخوارج، والجهمية، والمعتزلة، والمرجئة، وغيرها، من الفرق المعطلة، كالماتريدية، والأشعرية.

بل الصوفية، ومنهم الحلولية، والاتحادية، وغيرهما من الزنادقة والملاحدة، موجودة في عصرنا هذا، والأرض مكتظة بهم، وقد ظهروا بصور شتى وطرق مختلفة وأساليب متنوعة.

٧٤ - فالرد عليهم من أعظم الجهاد في سبيل الله تعالى (٩).

٧٥ - وليس ذلك من قبيل نبش القبور، وطعن الأموات، وتحريك السيوف في الهواء، كما يزعم كثير من يجهل الواقع، أو يغالط، من أعداء السنن وأخلاء البدع الواقعين في الشركيات أو المناضلين عن الضلالات.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

ثانياً: ذكر بعض الاقتراحات المهمة:


(١) انظر: ١/ ٢٦٨، ٤٣١، ٤٣٢، ٢/ ٢٥٩، ٢٧٢، ٢٧٧، ٢٧٩، ٢٨٠، ٢٨٢، ٢/ ٥٢٨ - ٥٢٩، ٥٤٣، ٣/ ٢١، ٣/ ٨٨، ٣/ ١١٠ - ١١٥، ٣/ ١٣٥ - ١٤٠.
(٢) انظر ٢/ ٢٢٢ - ٢٢٤، ٢/ ٤٣٩ - ٤٤٠، ٤٤٥ - ٤٤٨، ٥٥٠ - ٥٥١، ٥٦٣ - ٥٦٥، ٣/ ٦٥ - ٦٩، ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٨.
(٣) راجع ١/ ٢٤٧ - ٢٥٣، ٣٠٠، ٣٣٤، ٣٣٧، ٣٤٠، ٣٦٦ - ٣٧٣، ٢/ ٤٥ - ٦١، ٢/ ٥٦٢، ٣/ ٤٦، ٣/ ٤٨ - ٤٩، وانظر الحاشية الآتية.
(٤) انظر: ٢/ ٥٣٠ - ٥٣١، ٣/ ٤٥ - ٥٠، ٦٦، ٢٩٦.
(٥) راجع ١/ ٣٣٦ - ٣٣٧، ٢/ ٥٣٢ - ٥٣٣، ٣/ ١٩٥.
(٦) انظر: ١/ ٣٦٥ - ٣٦٦، ٢/ ٩٩ - ١٠١، ٢/ ٥٢٩ - ٥٣٣، ٥٥٠ - ٥٦٢.
(٧) في ص: ١/ ٢٧٢ - ٢٧٣.
(٨) انظر ص: ١/ ٣٨٠.
(٩) راجع ص: ١/ ١٩٩، ٢/ ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>