[العزلة والخلطة]
المؤلف/ المشرف:سلمان بن فهد العودة
المحقق/ المترجم:بدون
الناشر:دار ابن الجوزي - الدمام ̈الأولى
سنة الطبع:١٤١٣هـ
تصنيف رئيس:دعوة ودعاة
تصنيف فرعي:عزلة وخلطة وغربة
الخاتمة: الحمد لله على كل حال، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أما بعد؛ فمن خلال هذا البحث لابد أن يكون القارئ وصل معنا إلى النتائج التالية:
١ - الأحكام الشرعية منها ما يختلف باختلاف الأحوال والأسباب كالجهاد, والعزلة والخلطة وغيرها.
٢ - ورد في مدح الخلطة أحاديث، وورد في مدح العزلة أحاديث، ولابد من التوفيق بين هذه وتلك.
٣ - الإسلام دين الجماعة، والاجتماع على الحق أصل عظيم في الشريعة، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم، ومخالطة الناس بغرض دعوتهم هو الأمر الذي كان عليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
٤ - الأحاديث الواردة في مدح العزلة مطلقاً تحمل على أحد معنيين:
الأول: أن يكون خاصاً بأفراد معينين تكون العزلة في حقهم أولى؛ لأن مخالطتهم للناس تضر بدينهم ودنياهم وتضر بغيرهم أيضاً.
الثاني: أن يكون هذا خاصاً في زمان الفتن التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر باعتزالها.
٥ - وهناك حالات تشرع فيها العزلة؛ منها:
أ- عند فساد الزمان.
ب- عند الفتنة التي تحدث بين المسلمين من القتال ونحوه. ج- اعتزال السلطان عند فساده وانحرافه. هذا فيما يتعلق بموضوع العزلة والخلطة، وتفصيل هذه المسائل والاستدلال لها موجود في ثنايا الرسالة.
أما موضوع التقية – وهو الجزء الأخير من هذه الرسالة – فشرحت فيه معنى التقية لغة وشرعاً وبينت حكمها من الجهة الشرعية وشروطها وأنواعها وهي:
الأول: المداراة.
الثاني: الكتمان والاستسرار.
الثالث: إظهار الموافقة للمشركين على دينهم، وله شروط معروفة.
وختمت بتمييز تقاة أهل السنة عن تقية أهل البدع، وأهم الفروق التي رصدت هي:
١ - هي عند أهل السنة استثناء مؤقت مخالف للأصل، أما عند الشيعة فواجب مفروض حتى يقوم القائم من آل البيت!
٢ - ينتهي العمل بها عند أهل السنة بمجرد زوال السبب الداعي إليها، أما عند الشيعة فواجب جماعي مستمر لا ينتهي العمل به حتى يخرج مهديهم الذي لا يخرج أبداً.
٣ - تقية أهل السنة هي مع الكفار في الغالب، وقد تكون مع الفساق والظلمة، أما تقية الشيعة فهي أصلاً مع المسلمين المخالفين لهم من أهل السنة.
٤ - أن التقاة عند أهل السنة حالة ممقوتة يلجأ إليها المسلم دون رضى واطمئنان إليها، أما عند الشيعة فقد أصبحت خلة ممدوحة محمودة مرضية، جاء في مدحها من النصوص عن أئمتهم الكثير الكثير.
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الجهد وأن يجعله من العمل الصالح المقرب إليه، وأن يكفينا شر أنفسنا، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه، والحمد لله رب العالمين