[الثقات الذين تعمدوا وقف المرفوع أو إرسال الموصول]
المؤلف/ المشرف:علي بن عبدالله الصياح
المحقق/ المترجم:بدون
الناشر:دار ابن الجوزي – السعودية ̈الأولى
سنة الطبع:١٤٣٠هـ
تصنيف رئيس:علوم حديث
تصنيف فرعي:دراسات حديثية
خاتمة البحث وتتضمن أهم النتائج والتوصيات:
في نهاية هذا البحث يحسن أن أذكر أهم فوائد البحث، فمن ذلك:
١ - أن معنى القصر عند المحدثين يرجع إلى أمرين:
أ- وقف الحديث على الصحابي أو التابعي، وهو هنا يقابل المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يوافق المعنى اللغوي الأول لمادة (قصر) ألا يبلغ الشيء مداه ونهايته.
ب- عدم وصل الحديث بإسقاط راو فهو يقابل هنا الوصل والموصول، وهذا يوافق المعنى اللغوي الثاني لمادة (قصر) وهو الحبس فعدم ذكر الراوي في الإسناد هو بمعنى الحبس.
فبين المعنى اللغوي لمادة (قصر) والمعنى الاصطلاحي عند المحدثين علاقة وثيقة.
٢ - أن الرواة من حيث وقف المرفوع وإرسال الموصول على قسمين:
أ- الضعفاء – على تفاوت درجاتهم – فهذا القسم وقفهم للمرفوع، وإرسالهم الموصول ناتج عن سوء حفظهم فهو من باب الوهم والخطأ.
ب- الثقات وهم في هذا الباب على قسمين:
- ثقات يقفون المرفوع، ويرسلون الموصول من غير عمد فهذا من باب الوهم والخطأ الذي لم يسلم منه أحد.
- ثقات يقفون المرفوع، ويرسلون الموصول عمداً وقصداً لأسباب متعددة وكان هذا النوع من الرواة هم موضوع البحث ومقصده.
٣ - أن للوقف والإرسال أسباباً من أبرزها:
أ- الشك، وهو على ثلاثة أنواع: الشك في الصيغة، والشك في ثبوت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والشك في ثبوت الحكم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ب- طلباً للتخفيف وإيثاراً للاختصار.
ت- شدة الورع.
ث- أن يعرف عن صحابي الحديث تهيب الرفع أو قلته.
ج- معرفة المخاطبين وتلاميذ الراوي بطريقة شيخهم واشتهاره عندهم.
ح- ورود الحديث بروايتين.
خ- حال المذاكرة.
د- أن يكون الراوي الواقف أو المرسل غير راض عن الراوي الرافع أو عمن أسقطه.
٤ - أن معرفة الرواة الذين يوقفون المرفوع، ويرسلون الموصول من خلال ثلاثة طرق:
أ- الأقوال المنقولة عنهم.
ب- نص الرواة والنقاد على ذلك.
ت- سبر أحاديثهم وتتبعها والمقارنة بينها ودراساتها بعمق وتوسع، وتأمل تطبيقات أئمة الحديث والعلل لرواياتهم، وما احتف بها من قرائن، كأن يروي الراوي – الثقة المتقن – الحديث تارة موقوفاً وتارة مرفوعاً، أو تارة مرسلاً، وتارة موصولاً، والنقاد يرجحون المرفوع أو المتصل فهذا علامة على أنه من هذا النوع من الرواة.
٥ - أن معرفة هذا النوع من الرواة له فائدة كبيرة، فمن ذلك:
أ- معرفة قرينة من قرائن الجمع في باب علل الحديث خاصة في الاختلاف في باب الرفع والوقف، وباب الوصل والإرسال، وهذان البابان من أكثر ما يقع فيهما الخلاف في علل الحديث.
ب- أن معرفة عادة هؤلاء نافعة في صحة فهم الرفع في أحاديث بعض الصحابة والتي بلفظ: نهي ونحوها.
ت- معرفة مراتب الرواة ومكانتهم وإتقانهم.
ث- معرفة منهج من مناهج المحدثين في الرواية والأداء، في زمن من الأزمان، مما يعطي تصوراً عن طرائقهم.
ج- عدم توهيم وتخطئة المتقنين أو الرواة عنهم بسبب عدم فهم منهجهم في ذلك، وقد قال ابن أبي حاتم لأبيه وأبي زرعة – عندما ذكر لهم رواية منقطعة -: (قلت: فهؤلاء أخطأوا؟ قالا: لا، ولكن قصروا).
ح- أن هؤلاء الرواة من كبار الأئمة الذين تدور عليهم كثير من الأحاديث خاصة أحاديث البصريين.
خ- بيان دقة أئمة العلل ونقاده في تطبيقاتهم لأحاديث هذا النوع من الرواة عند نظرهم في علل الأحاديث كما هو مذكور في ثنايا البحث.
٦ - أن غالب هؤلاء الرواة موصوفون بالشك، وبينت أن الشك عند المحدثين نوعان:
أ- شك ناتج عن قلة الضبط – وهو متفاوت تفاوتاً كبيراً -.