[مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر الأسباب - الآثار - العلاج]
المؤلف/ المشرف:عبدالرحمن بن معلا اللويحق
المحقق/ المترجم:بدون
الناشر:بدون ̈الأولى
سنة الطبع:١٤١٩هـ
تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج
تصنيف فرعي:وسطية وغلو
الخاتمة
ها أنذا –بحمد الله- ألقي عصا التسيار، متمماً ما بدأته من البحث في: (مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر: الآثار، العلاج).
وأختم ببيان أهم النتائج التي توصلت إليها:
أولاً: أن لهذه المشكلة أهمية كبرى، فلها شأوٌ لم تبلغه مشكلة أخرى، فقد اهتم بها الخلق مسلمهم وكافرهم، ولكل وجهةٍ هو مولّيها في الاهتمام، ولذلك فإن الواجب دراسة المشكلة دراسةً علمية دقيقة.
ثانياً: أن هذه المشكلة عائدة إلى أسباب سائقة إليها، وممدّةٍ لمظاهرها ولهذه الأسباب أهميتها لدراسة المشكلة فهي الممهدة للعلاج وبقطعها تقطع المشكلة من أصلها.
ثالثاً: أن هذه الأسباب تختلف من جهة تأثيرها، باعتبارات متعدّدة، فقد يكون سببٌ ما مؤثراً في بيئةٍ أو بلد أو فرد وغير مؤثر في الآخرين، أو موجوداً هنا وغيرُ موجودٍ هناك.
رابعاً: أن الأسباب تختلف:
• فمنها ما يعود إلى جوانب علمية، مثل: الجهل بالكتاب، والجهل بمقاصد الشريعة.
• ومنها ما يعود إلى جوانب متعلقة بالمنهج العلمي، مثل: التأويل والتحريف، وعدم الجمع بين الأدلة.
• ومنها ما يعود إلى جوانب متعلقة بالمنهج العملي مثل: الاستعجال، وعدم تقدير ظروف الناس وأعذارهم.
• ومنها ما يعود إلى جوانب نفسية مثل الاضطرابات الانفعالية.
• ومنها ما يعود إلى جوانب تربوية مثل: ضعف الصبر، واليأس.
• ومنها ما هو غير متعلق بالفرد وإنما هو نتاج أزمات ومشكلات اجتماعية، وذلك مثل: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• ومنها ما هو سبب متعلق بأمر عالمي مثل: التآمر على الدين الإسلامي عالمياً.
خامساً: أن مشكلة الغلو لها آثار غير حميدة على الفرد والمجتمع ودراسة هذه الآثار نافعة لتنفير الناس من الغلو وهذه الآثار منها:
• ما هو أثرٌ من الناحية العقدية مثل: التفرق.
• ومنها ما هو أثرٌ من الناحية الفكرية مثل: التناقض.
• ومنها ما هو أثرٌ سلوكي مثل: الوقوع فيما هو شرٌ من المعاصي.
• ومنها ما هو أثرٌ من الناحية الاجتماعية مثل: تضييع الحقوق.
سادساً: إن علاج مشكلة الغلو يجب أن يكون مبنياً على الضوابط العلمية الشرعية، وبالدراسة للنصوص وكلام أهل العلم، وتطبيقاتهم يتضح أن ثمة أساساً وخصائص لمنهج الإسلام في علاج مشكلة الغلو.
سابعاً: أن موارد الغلو وأسبابها متنوعةً، ولابد أن يكون العلاج مقابلاً للأسباب، فيكون منه علاج عقدي، ومنه علاج علمي، ومنه علاج تربوي، ومنه علاج اجتماعي.
ثامناً: أن المعالجات المعاصرة لمشكلة الغلو تحتاج –في الغالب- إلى مراجعات شاملةً؛ لأن الزلل والخطأ فيها كثير.
وإنني في ختام هذا البحث أثني بحمد الله عز وجل الذي بنعمته تتم الصالحات، والذي له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجع الأمور، وأوكد أني قد خففت وإن ظن أني قد أكثرت فما أعرضت عنه صفحاً أكثر بكثير مما ذكرت.
وإنه لقمنٌ بكل واقفٍ على هذا البحث أن يسدد ما به من خلل، وأن يستر ما فيه من زلل، فلقد قلمت الأوائل والأواخر أنَّه ليس من العصمة أمان.
فاللهم لا تعذب يداً كتبت تريد نفي الغالين، وانتحال المبطلين عن دينك، ولا تحرمني بفضلك خير ما عندك بشر ما عندي.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتبه
عبدالرحمن بن معلا اللويحق