للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العصبية القبلية من المنظور الإسلامي الناس كلهم من آدم وآدم من تراب]

المؤلف/ المشرف:خالد بن عبدالرحمن الجريسي

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:بدون ̈الأولى

سنة الطبع:١٤٢٧هـ

تصنيف رئيس:فكر إسلامي أو عربي

تصنيف فرعي:عصبية إقليمية أو عرقية أو حزبية

الخاتمة

إن الدراسة السابقة ما هي إلا خطوة متواضعة في تصحيح مفاهيم درج عليها المجتمع وترسخت في مسلماته لم يكن الإسلام ليرضى بها أو يقرها وقد توصلت من خلالها إلى النتائج الآتية

أولا – أن الله عز وجل قد ساوى بين البشر جميعا فيما شاء وحكم بأن معيار التفاضل بين العباد هو التقوى والعمل الصالح وليس غير ذلك من أنساب وأحساب وأموال ومناصب أو أي معيار دنيوي آخر قال تعالى {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}

ثانيا – أن تقسيم المجتمع إلى طبقات (سادة وقبائل وضعفة، أو قبيلي وخضيري) أمر ما أنزل الله به من سلطان ولا يؤيده عقل ولا منطق فإن الإسلام يدعو إلى وحدة الصف وتآلف القلوب واجتماع الكلمة ونبذ الفرقة والاختلاف والتمييز العنصري

ثالثا – أن ديننا الحنيف لم يأمر ولم يدع إلى الفخر والتفاخر بالأحساب – كما يعتقده بعض الناس – بل نهى عن ذلك وحذر منه وبيه عواقبه الوخيمة

رابعا – أن القرآن والسنة اعتبرا الدين في الكفاءة أصلا وكمالا ولم يعتبرا فيها أمرا وراء ذلك لا نسبا ولا صناعة ولا عنى ولا حرية وإذا سلم – جدلا باعتبار الكفاءة بالنسب فإنه لا يسلم أبدا لمن يتخذ نسبه وحسبه وسيلة للتعالي والتكبر على الآخرين وغمط الناس حقوقهم

خامسا – أن كلمة " خضيري " ليس معناها المولى أو العبد وإنما تعني من انقطع نسبه عن قبيلته المعروفة لديه أو جهل أصله تماما لسبب أو لآخر وأنها كلمة مبتدعة لا يقرها الشرع المطهر بل هي وليدة عرف قبلي درج عليه بعض الناس عندما خرج بعض أفراد القبيلة على أعرافها وتقاليدها المتبعة

سادسا – أظهرت نتائج سؤال الاستبانه الذي يقول " هل ترى أن عدم التزاوج بين القبيلي والخضيري هو أحد أسباب العنوسة؟ " أن ستة وعشرين مستهدفا من القبيليين وسبعة وأربعين من الخضيريين يرون أن ذلك هو أحد أسباب العنوسة فعلا

سابعا – أن المحسوبية المبنية على العصبية والأغراض الدنيوية ما هي إلا خيانة للأمانة وخزي وندامة يوم القيامة لأنها إعطاء من لا يستحق لما لا يستحق على حساب من يستحق

ثامنا – التخير للنطفة إنما نكون بتطبيق " فاظفر بذات الدين تربت يداك " وفي الختام – عزيزي القارئ – لا يسعني إلا أن أسطر بعض التوصيات أبدؤها بالأبيات المنسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه

لعمرك ما الإنسان إلا بدينه

فلا تترك التقوى اتكالا على النسب

فقد رفع الإسلام سلمان فارس

وقد وضع الشرك الشقي أبا لهب

ثم أهمس في آذان إخواني وأخواتي الذين يتمسكون بما وجدوا عليه آباءهم من عادات وتقاليد تخالف صريح الأدلة الشرعية فيما يخص موضوعنا فأقول الكلمات

١ - لقد كان العرب في العصر الجاهلي أكثر تمسكا بمثل هذه العادات بل كان معظمهم يستميت في سبيلها فلما أكرمهم الله بالإسلام تخلى المؤمنون منهم عنها وضربوا أروع الأمثلة في التواضع وعدم التفاخر وقياس المسلم إنما يكون بدينه وأمانته وتقواه وليس بماله وجاهه ونسبه فهل يصعب علينا – وقد ولدنا في ظل الإسلام – أن نقتدي بهم وأن نبعد ما علق بنا من شوائب الجاهلية الأولى

٢ - كم من نساء مسلمات ما زلن عوانس في البيوتات بسبب تمسك أولياء الأمور – وقد يفعل بعضهم ذلك خوفا من مجتمعه – بعادات العصبية القبلية التي تشترط أن يكون الزوج قبيليا!! وكأنهم نسوا أو تناسوا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه) وفي الوقت نفسه لا يرون غضاضة في أن يتزوج أحدهم بامرأة أجنبية (من خارج الوطن) قد لا يعرف أصلها البتة {ما لكم كيف تحكمون}

هناك من يقر بأن الأعراف القبلية تخالف تعاليم الدين – وبخاصة في مسألة الزواج – ومع ذلك تجده ينقاد لها خوفا من قومه وتجنبا للمشكلات الأسرية التي ستواجهه – حسب قول تفضهم – ولهؤلاء نقول ما قال الله معاتبا نبيه صلى الله عليه وسلم {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه}

٣ - إنه بما أكرمنا الله به من كوننا مسلمين ومن أهل بلاد الحرمين الشريفين – ينبغي أن نكون قدوة لغيرنا من مسلمين وغير مسلمين في الالتزام بتطبيق تعاليم الدين وألا نكون من المخالفين

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

<<  <  ج: ص:  >  >>