للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجماعة والإمامة]

المؤلف/ المشرف:محمد بن عمر بن سالم بازمول

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:دار الإمام أحمد - القاهرة ̈الأولى

سنة الطبع:١٤٢٨هـ

تصنيف رئيس:سياسة شرعية

تصنيف فرعي:حاكم - بيعته - طاعته

الخاتمة: خلاصة في ضرورة الجماعة، وخطر الخروج عن السمع والطاعة، والأمر بالصبر على ولاة الأمر والنصح لهم: قد علم بالضرورة من دين الإسلام: أنه لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة، وأن الخروج عن طاعة ولي الأمر والتقدم عليه من أعظم أسباب الفساد في البلاد والعباد، والعدول عن سبيل الهدى والرشاد [نصيحة مهمة ص٢٣].

قال الحسن البصري رحمه الله: "والله لا يستقيم الدين إلا بولاة الأمر وإن جاروا وظلموا، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون" [جامع العلوم والحكم ٢/ ١١٧].

وقال ابن رجب رحمه الله: "السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين فيها سعادة للدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم" [جامع العلوم والحكم ٢/ ١١٧].

والخروج عن طاعة ولي الأمر والتقدم عليه بغزو أو غيره: "معصية، ومشاقة لله ورسوله، ومخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة السلف الصالح" [نصيحة مهمة ص٢٩].

والواجب الصبر على جورهم! قال ابن تيمية رحمه الله: "الصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة والجماعة" [المجموع ٢٨/ ١٧٩، بواسطة السنة فيما يتعلق بولي الأمة ص٤٩]. وهذا حق؛ لأن الأمر بالصبر على جور الأئمة وظلمهم يجلب من المصالح ويدراً من المفاسد ما يكون به صلاح العباد والبلاد. والنصيحة لولي الأمر من أهم أمور الدين كما جاء عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة. قلنا لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم). وقد جاء في الحديث: (ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإن الدعوة تحيط من ورائهم). ومعنى الحديث: أن هذه الثلاثة من فعلها فليس في قلبه غل وغش وحقد. قال أبو نعيم الأصبهاني: "من نصح الولاة والأمراء اهتدى، ومن غشهم غوى واعتدى" [فضيلة العادلين ص١٤٠].

وبهذا يتم ما أردت إيراده هنا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

<<  <  ج: ص:  >  >>