للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[دليل الفطرة والميثاق]

المؤلف/ المشرف:مدحت بن الحسن آل فراح

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:بدون ̈الأولى

سنة الطبع:١٤٢٧هـ

تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج

تصنيف فرعي:فطرة - أعمال شاملة

الخاتمة

لقد تبين لنا من خلال ثنايا هذه الرسالة المباركة – إن شاء الله تعالى – أن معنى الفطرة المجمع عليه من أصحاب الثلاثة القرون الأولى، قرون الاتباع هو: معرفة الله سبحانه وحبه وتأليهه مع البراءة من كل معبود سواه، وعلى هذا القدر تماما أخذ العهد والميثاق، ومن ثم أصبح رصيد الفطرة برهانا فاصلا بين النبيين والمتنبئين، وبين أصحاب الرسالات وأدعيائها.

وقبل أن نغمد القلم في غماده أريد أن أذكر الدعاة والمربين وعموم المسلمين برصيد الفطر الهائل والكامن في نفوس المسلمين والكافرين كذلك، ولكن كل بحسبه هذا الرصيد الذي لا يزال من أعظم الزاد الذي رصده الله سبحانه لرسله وأوليائه ليواجهوا به هجمات الباطل الشرسه التي لم ولن تنقطع مادام التكليف قائما وحتى يصمدوا في وجه الفئة الضالة الطاغية الباغية التي تأبى للبشرية والخليقة إلا الانحراف الصارخ عن المراد من علة الخلق والتكليف.

ومن هنا ندرك أن الكفار مهما بلغوا من إحداث أسلحة فتاكة يرهبون بها أولياء الله وحزبه، إلا أنهم يسبحون بها ضد تيار الفطرة.

ذلك الرصيد الضخم الذي يستطيع الصمود بقوة، والوقوف بحزم أمام تلك الأسلحة المدمرة ليدكها على رؤوس أهلها.

فرصيد الفطرة هو جند من جنود الله سبحانه وصدق الله {وما يعلم جنود ربك إلا هو} وهو الشاهد الأول في نفوس الخلائق على صدق النبوات وعدالة الرسالات وأن الدين عند الله الإسلام وأن الجهاد دونه حرب مقدسة وأن الوقوف أمامه أمر غير مشروع.

وبهذا نعلم أن الساعة لن تقوم إلا على نصرة هذا الدين وظهوره وبلوغه مبلغ الليل والنهار. لأنه الدين الذي فطرت عليه الخلائق بل ولا تزال تفطر عليه إلى قيام الساعة.

قال الله تعالى {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله}

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة)

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي مبلغا فيه عن ربه سبحانه: (إني خلقت عبادي حنفاء)

والآن أودعك أخي القارئ مؤقتا على أمل اللقاء بك إن شاء الله في الرسالة الثانية: (دليل العقل والآيات الكونية).

هذا والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله، وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>