والذي يتلخص لي بعد دراسة الأحاديث وأقوال أهل العلم أن القياس ينقسم إلى قسمين:
الأول: القيام إليه كالقيام لتوديع شخص محبوب إليك أو القيام لاستقبال ضيف أو تهنئته أو إنزاله فهذا جائز ولا بأس به ومثله قيام الأنصار لسعد بن معاذ وقيام طلحة بن عبيدالله لكعب بن مالك لتهنئته وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
الثاني: القيام له وهو ينقسم إلى قسمين:
١ - القيام على جهة التعظيم، فهذا محرم ومنكر ومن الكبائر للحديث الصحيح المتقدم:"من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار" ولما فيه من التشبه بأهل الكبر والجبابرة وهذا الذي يفعل عند الملوك والرؤساء.
٢ - القيام على جهة البر والاحترام والإكرام فهذا هو المختلف فيه ولاشك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وهو عدم القيام وإذا كان عادة الناس إكرام القادم بالقيام له ولو ترك القيام له لاعتقد أن ذلك لترك حقه أو قصد خفضه أو عدم احترامه ولم يعلم العادة الموافقة للسنة فالأصلح أن يقام له لأن ذلك أصلح لذات البين وأجمع للكلمة وسداً للمفسدة وإزالة للتباغض والشحناء. وأما القيام للمدرس فهذا لا يجوز لأن عادة المدرسين أنهم يحبون قيام التلاميذ لهم ويضربونهم إذا لم يقوموا لهم. فهذا يدخل في الوعيد الشديد الذي تقدم وينبغي أن يبين هذا للمدرس حتى لا يقع في الإثم. وأما القيام للوالدين فالذي يظهر لي أن هذا جائر ولا حرج فيه والله أعلم.