[أضواء على حديث افتراق الأمة]
المؤلف/ المشرف:عبدالله بن يوسف الجديع
المحقق/ المترجم:بدون
الناشر:مؤسسة الريان - بيروت ̈الأولى
سنة الطبع:١٤١٩هـ
تصنيف رئيس:حديث
تصنيف فرعي:تخريج - تحقيق حديث مفرد
خاتمة: وبعد هذا التجوال في حديث الافتراق وما جر إليه من التفريع، أختم هذه المقالة بالتذكير بكلمات كخلاصة لما تقدم: ١ - الجماعة والوحدة سبيل النجاة، والفرقة سبيل الهلاك.
٢ - الجماعة هي عامة المسلمين الذين جعلوا متبوعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعصبون إلا له ولما جاء به من الهدى والحق في الكتاب والسنة، وأولو العلم والقيادة منهم الذين يربون الناس على هذا المنهاج؛ هم أولو الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم، وما أجمعوا عليه فهو منهاج الجماعة.
٣ - قاعدة الجماعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه، ثم خلفاؤه الراشدون من بعده والأمة معهم، فمن جاء من بعدهم مقيس بهم موافقة ومخالفة.
٤ - يبقى في إطار الجماعة كل من قصد البقاء فيها وإن أخطأ أو أذنب.
٥ - الفرقة كل ما وقع به الخروج عن سبيل المؤمنين مما يسبب خرق الصف، اعتقاداً أو قولاً أو فعلاً، فتندرج تحته العقائد المخالفة لأصول الإسلام، كما يندرج تحته العمل على إفساد ذات البين، والبغي على المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم بالشبهات.
٦ - من منهاج الجماعة الرحمة بالمسلمين وحب الخير لهم ونصيحتهم بقصد نفعهم، كما أن منه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونفي البدع وما يسبب الفرقة والخروج عن الجماعة.
٧ - من خرج عن الجماعة بتأويل فثابت له اسم الإسلام وولاء الإسلام، وإن كان داعية إلى فرقته فإن أمكن منعه بالحق منع، وإلا فلا تقر دعوته يضل بها الناس وتزداد بها الفرقة؛ إنما يؤخذ على يديه ولو بتحذير من يخاف عليهم الضرر به، وقاية للمسلمين وحيلولة دون تماديه في الباطل، وذكره وذكر ضلالته لا بقصد التشفي والانتقام بل بقصد النصيحة، فلا يجاوز بها قدر حاجتها، كما لا يحل أن يقوم بها إلا أهلها.
٨ - لا يحل لأحد أن ينزل فرقة أو طائفة من المسلمين موافقة أو مخالفة جنة ولا ناراً، ولا يشهد لها بمطلق الإيمان أو النفاق.
٩ - يجب أن يحذر المسلم من كل سبب للفرقة، فلا يبتدع من الأسماء والألقاب ما يقع به تفريق الجماعة.
١٠ - العمل الجماعي مطلب مشروع، وعلى المسلمين أن يجتهدوا فيما يعينهم من الأسباب على أداء رسالتهم، لكن في دائرة منهاج الجماعة العظمى، من غير عصبية أو حزبية. وختاماً؛ أسأل الله تعالى أن تكون هذه الكلمة ذكرى نافعة، وما أبرئ نفسي من الزلل فذلك طبعها، فلك من هذه التذكرة غنمها وعلي غرمها، والله أعلم، أستغفره وأتوب إليه