للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقف المسلم من الفتن في ضوء الكتاب والسنة]

المؤلف/ المشرف:حسين بن محسن أبي ذراع الحازمي

المحقق/ المترجم:بدون أضواء السلف ̈الأولى

سنة الطبع:١٤٢٠هـ

تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج

تصنيف فرعي:فتن معاصرة

أولاً: خلاصة الرسالة وأهم نتائجها:

وأما عن خلاصة الرسالة وأهم نتائجها فهي كما يلي:

١ - أن الفتنة هي: الاختبار والابتلاء والامتحان، ويتلخص وينتج: أن لفظها من القرآن يأتي على وجوه كثيرة، وأنه له معانٍ شتى من أهمها: الشرك والكفر والابتلاء والضلال، والجنون والغدر والعذاب ...

٢ - أن منبع الفتن وبؤرها ومصدر ظهورها هو المشرق -وخاصةً العراق- وتاريخه أكبر شاهدٍ على ذلك.

كما -نتج وتلخص- أن العراق هو المراد بالـ (نجد) المذكور في الأحاديث الثابتة.

هذا وقد اتفقت كلمة شراح الحديث، وأئمة اللغة، ومهرة جغرافية العرب أن النجد ليس اسماً لبلد خاص، ولا لبلدة بعينها، بل يقال لكل قطعةٍ من الأرض المرتفعة عما حواليها نجد. ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهلها، كما توافق شرَّاح الحديث على ذلك.

أن جهة المشرق -العراق- ممقوتة غير محمودة، ولذلك ضرب النبي صلى الله عليه وسلم به المثل بقرني الشيطان، وأخبر أنه منبع الزلازل والفتن، ورأس الكفر وأساسه، ثم إن حاضره وغابره يدل على ذلك -وخاصةً العراق- والله أعلم.

٣ - كما يستنتج من فتنة التفرق والاختلاف ما يلي:

أن الافتراق أشد أنواع الاختلاف.

وأنه ليس كل اختلاف افتراقاً، بل العكس.

وأن الافتراق لا يكون إلا على أصول الدين الكبرى.

فافتراق هذه الأمة المذكور في الحديث بأنها (ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة) إنما يقع في أصول الدين الكبرى والاعتقاد، لا ما يقع في الفروع والاجتهادات الفقهية.

٤ - وأما عن نتائج فتنة القتال فهي كما يلي:

أولاً: اقتتال المسلمين مع الروم -في آخر الزمان- وبيانه كالتالي:

• أن هذه الملحمة العظمة لم تجيء بعد، وأن الروم لم يغزوا في البرِّ بهذا العدد المهول -المقدر بألف ألف- فهي من الأمور التي لم تقع بعد.

• كما أن الروم يسلمون في آخر الزمان، ويكون فتح مدينة القسطنطينية -الفتح الأعظم والأخير- على أيدي طائفةٍ منهم مع جيش المسلمين.

• ويكون انتصار المسلمين عليهم تهيئة لفتح مدينة القسطنطينية -المعروفة اليوم بتركيا- الفتح الأعظم والأخير، الذي قبل خروج الدجال في آخر الزمان وفتحهم لها يكون بدون قتال، وسلاحهم فيها التكبير والتهليل.

• وأما فتح الترك لها الذي كان قبل عصرنا هذا، فإنه كان تمهيداً للفتح الأعظم.

ثانياً: فتن القتال التي تسبق اقتتال المسلمين مع الروم. فقد ورد في الأحاديث ما يفيد قتال المسلمين مع الترك والعجم قبل قتالهم مع الروم، وورد فيها اشتراك الترك والعجم في الصفات الخلقية، ويمكن أن يجاب بأن الحديث الوارد في صفات العجم غير حديث قتال الترك. ولا مانع من اشتراك الصنفين في الصفات المذكورة مع اختلاف الجنس. ويجتمع منهما أنهما طائفتان أُنذر بخروجهما.

٥ - وأما موقف المسلم من الفتن، وما يجب عليه تجاهها فهو كالتالي:

• إن أول تلك المواقف فيما يجب عليه تجاه الفتن، هو الاعتصام بالكتاب والسنة.

• وثانيها: تقوى الله عز وجل وملازمة عبادته.

• كما يجب ويتأكد آنذاك الالتزام بجماعة المسلمين من أهل السنة والجماعة.

• وأما قضية اعتزال الفتن وترك القتال فيها، فإن أهم نتائجها -بعد بحثها الطويل- ما يلي:

<<  <  ج: ص:  >  >>